الجزء (٢): ثم لماذا يحق للمسلمة الزواج من مسلم في أي دولة أخرى ولا يحق لها الزو…


الجزء (٢):
🔴 ثم لماذا يحق للمسلمة الزواج من مسلم في أي دولة أخرى ولا يحق لها الزواج من مسيحي يكون جارها لعشرين سنة وابن مدينتها أو بلدها؟ أليست عادات الدولة الواحدة وتقاليدها أكثر قرباً من عادات الدين الواحد؟

أعتقد أن ذلك ليس إلا إمتداداً للنظرة الدينية حول عقل المرأة وقصوره
فهو يثبت شيئاً واحداً هو أن المرأة عوملت منذ الأزل وحتى اليوم كآلة إنجاب لا أكثر، تنجب للدين أتباعاً وللدولة مواطنين وللحكام عساكر وللرأسمالية عمالاً وللقبيلة ورثة، لذا حددت خيارات زواج النساء بدقة وجعل الذكور أوصياءً عليها في زواجها لضمان أن تفرخ هذه الآلة ما طلب منها فقط، وأن لا تفرخ للأعداء قوة بشرية

قوانين عصور ماقبل الميلاد البدائية المجحفة والمخجلة بحق النساء والمتحكمة بحرية الأفراد والقائمة على الكراهية للآخر من المفترض أنها انتهت منذ زمن بعيد، إلا أنها تجد مكانها في قانون الأحوال الشخصية في الدول العربية ولا غرابة في ذلك

البعض يقول إن ذلك يعود لكون الرجل أقوى فيتبع الأطفال ديانته، الواقع أن الأطفال يتأثرون بديانة أمهاتهم أكثر من تأثرهم بديانة آبائهم ذلك أن عبئ التربية يناط بالأم وحدها، إذا الموضوع هو مجرد تلبية لشهوات الرجال الذين اعتادوا أن لا يكتفوا بامرأة واحدة أو امرأة من دينهم، كما أنه ترسيخ لضعف المرأة وتهميش لها ولدورها وصوتها في الأسرة، فهي ممنوعة حتى من التحدث مع أطفالها عن معتقداتها

والمؤسف أكثر أن قانون الأحوال الشخصية لا يعطي الطفل حق اختيار ديانته، بل يقرر عنه ديانته وفقاً لديانة والده، واذا قرر الانتساب لديانة أمه أو غيرها حرم حقوقاً كثيرة وحتى قد يحاكم بحكم الردة “الإعدام”!

🔴 هناك فرق كبير بين أن يلتزم الإنسان بالدين وبين أن يجبر على القيام بما لا يؤمن به. ومن المنطقي أن يكون اكتمال الإيمان رهيناً بوجود نية لتنفيذها (إنما الأعمال بالنيات)
لكن مجتمعاتنا مازالت تفرض بقوة تنفيذ الشرائع على منتسبيها
وكما أنه لا تترك لنا الحرية في اختيار ديننا حين نولد؛ أيضاً لا تترك لنا الحرية بتنفيذ ما نقتنع به من تعاليم هذا الدين، فنتحمل نتائجه السلبية على حياتنا

من الضروري ألا ينصب أحد نفسه وصياً على الآخرين، وليتذكر المتعصبون أنه (لا تزر وازرة وزر أخرى) فنحن من نتحمل نتيجة أفعالنا والله يقر بذلك، لذا لا داعي لأحد أن يجعل نفسه خليفة الله على الأرض ويفرض على الآخرين الالتزام بما يراه هو مناسباً من الشرائع الدينية

ربما حينها سيكون سهلاً أن تعود والدة “ماري”، بكل شجاعة، لتبحث عن ابنتها، وستقرأ لها صلاة حين تزور قبرها المنسي
فعلى سلطويي الدين أن يعوا أننا مدنيون، لكننا لسنا كفاراً

الجزء (٢):
🔴 ثم لماذا يحق للمسلمة الزواج من مسلم في أي دولة أخرى ولا يحق لها الزواج من مسيحي يكون جارها لعشرين سنة وابن مدينتها أو بلدها؟ أليست عادات الدولة الواحدة وتقاليدها أكثر قرباً من عادات الدين الواحد؟

أعتقد أن ذلك ليس إلا إمتداداً للنظرة الدينية حول عقل المرأة وقصوره
فهو يثبت شيئاً واحداً هو أن المرأة عوملت منذ الأزل وحتى اليوم كآلة إنجاب لا أكثر، تنجب للدين أتباعاً وللدولة مواطنين وللحكام عساكر وللرأسمالية عمالاً وللقبيلة ورثة، لذا حددت خيارات زواج النساء بدقة وجعل الذكور أوصياءً عليها في زواجها لضمان أن تفرخ هذه الآلة ما طلب منها فقط، وأن لا تفرخ للأعداء قوة بشرية

قوانين عصور ماقبل الميلاد البدائية المجحفة والمخجلة بحق النساء والمتحكمة بحرية الأفراد والقائمة على الكراهية للآخر من المفترض أنها انتهت منذ زمن بعيد، إلا أنها تجد مكانها في قانون الأحوال الشخصية في الدول العربية ولا غرابة في ذلك

البعض يقول إن ذلك يعود لكون الرجل أقوى فيتبع الأطفال ديانته، الواقع أن الأطفال يتأثرون بديانة أمهاتهم أكثر من تأثرهم بديانة آبائهم ذلك أن عبئ التربية يناط بالأم وحدها، إذا الموضوع هو مجرد تلبية لشهوات الرجال الذين اعتادوا أن لا يكتفوا بامرأة واحدة أو امرأة من دينهم، كما أنه ترسيخ لضعف المرأة وتهميش لها ولدورها وصوتها في الأسرة، فهي ممنوعة حتى من التحدث مع أطفالها عن معتقداتها

والمؤسف أكثر أن قانون الأحوال الشخصية لا يعطي الطفل حق اختيار ديانته، بل يقرر عنه ديانته وفقاً لديانة والده، واذا قرر الانتساب لديانة أمه أو غيرها حرم حقوقاً كثيرة وحتى قد يحاكم بحكم الردة “الإعدام”!

🔴 هناك فرق كبير بين أن يلتزم الإنسان بالدين وبين أن يجبر على القيام بما لا يؤمن به. ومن المنطقي أن يكون اكتمال الإيمان رهيناً بوجود نية لتنفيذها (إنما الأعمال بالنيات)
لكن مجتمعاتنا مازالت تفرض بقوة تنفيذ الشرائع على منتسبيها
وكما أنه لا تترك لنا الحرية في اختيار ديننا حين نولد؛ أيضاً لا تترك لنا الحرية بتنفيذ ما نقتنع به من تعاليم هذا الدين، فنتحمل نتائجه السلبية على حياتنا

من الضروري ألا ينصب أحد نفسه وصياً على الآخرين، وليتذكر المتعصبون أنه (لا تزر وازرة وزر أخرى) فنحن من نتحمل نتيجة أفعالنا والله يقر بذلك، لذا لا داعي لأحد أن يجعل نفسه خليفة الله على الأرض ويفرض على الآخرين الالتزام بما يراه هو مناسباً من الشرائع الدينية

ربما حينها سيكون سهلاً أن تعود والدة “ماري”، بكل شجاعة، لتبحث عن ابنتها، وستقرأ لها صلاة حين تزور قبرها المنسي
فعلى سلطويي الدين أن يعوا أننا مدنيون، لكننا لسنا كفاراً

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

Exit mobile version