كتّابمفكرون

” الأمر مزعج جدا”…


” الأمر مزعج جدا”
أنظر الي من يؤم الصلاة في المسجد تجده يستمتع بردّ صوته في مكبرات الصوت ويحاول التجويد أكثر، بلا أي خشوع حقيقي، هو يمثل الخشوع لا أكثر.

المبالغة في مظاهر التديّن الاسلامي تتنامى وتتخذ صخبا كبيرا، وهي مجرد مظاهر مبالغ فيها بشكل مزعج.

علي رأسها كارثة مكبرات الصوت المستخدمة في المساجد والزوايا والتي يتم تشغيلها بالمخالفة للقانون وفي مأمن من الحساب.

بل انهم يعاندون وزارة الأوقاف التي حددت 30 دقيقة لبدعة صلاة التراويح ويطيلون ما استطاعوا في رسالة متعمدة نحن فوق القانون وفوق التعليمات ومن حقنا أن نجبر الآخرين على الاستماع والا فأنتم كافرون.

المقبول أن تستخدم هذه المكبرات للإذاعة الداخلية، بعد أن اتسعت المساجد لاستقبال أعداد كبيرة، أمّا أن تستخدم المكبرات بهذه القدرات الكبيرة خارج المساجد، فينطلق صوتها في كل اتجاه أفقي ورأسي بشكل مؤذ للنائم والمريض والطالب الذي يذاكر، أو لأي إنسان يريد أن يعيش في هدوء ودون إزعاج، فهذا ليس دينا ولا تديّنا ولا يعني الا أننا أمام تمثيلية يراد بها فرض الإرادة، والتعالي على الآخرين، بكل ما يمثله هذا المظهر من قلة الذوق والعجرفة والتنطع.

وبالمثل فاحتلال الشوارع والطرقات وغلق الطرق خارج المساجد، وغلق شوارع بأكملها أثناء صلوات الجمعة والتراويح هو مظهر غير حضاري، في ظل الوفرة الزائدة لأعداد المساجد، ولا يبغي منه الّا المبالغة في إظهار التدين حتى لو كان ذلك مظهرا للتخلف وإيقاف حركة السير الطبيعية.

المؤمن الحقيقي يجب أن يكون أكثر حرصا على الذوق العام وحسن المظهر وعدم التسبب في أذى للآخرين أو إزعاجهم، والتصرف بخلق سويّ ينم عن رقي يفترض أنه حظي به نتيجة تدينه.
الأمر مزعج جدا.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى