توقفتُ مُنذ فترة ليست طويلة عن الكتابة أو حتى التعليق على أي شيء يتعلق بقضايا حقوق المواطنة ومدنية الدولة ، وأبتعدتُ عن أي شيء لا يتماشى أو يتوافق معي ومع أفكاري قد يُثير غضبي واِعتراضي عليه ؛ كي استرد طاقتي التي استُنفزت في أمورٍ ومجادلات تافهة لا قيمة لها أثرت عليَّ سلبًا ؛ لكن اليوم وبعد ما حدث في قضية الملاك البريء #الطفل_شنودة قررتُ اعتزال الكتابة نهائيًا ، فقد ضاع أملي وخاب في تغيير وإصلاح أي شيء فاسد وغير صالح أو نافع ، فالواقع أقسى وأمّر بكثير مما كُنتُ أظن ، فقد قيل لي كثيرًا : ” أنت لم تُغير الكون!! ” وكنت أر الكثير من التعليقات المُحبطة التي كانت تُقلل من قيمة ما أكتبه وقيمة تأثيره على الدولة والوطن والمجتمع ، وكنت أكابر وأعاند مع كل هؤلاءِ ولم أستمع لهم ولكلامهم الذي كنت أظن أنه يُريد احباطي و صمتي عن الحق الواضح مثل الشمس ؛ لكن اليوم صدقتهم
وعرفت وأدركت حجمي الحقيقي أمام هذا العالم الغريب عني الذي لم أعرفه وأتمنى أن أفارقه ولا أعيش فيه حتى يومًا واحدًا ، بالحق كانوا يرون ما كنت أنا أراه ، و كانوا يعلمون الحقيقة المُرة والواقع الأليم الذي لا يستطيع تغييره أحد ذلك الواقع الذي كنت أتجاهله في كل مرة في كل موضوع أكتب عنه ، قررت الاعتزال وأنا يعز عليَّ ذلك جدًا ، و لكن الآن أر ما كنت لا أراه من قبل ؛ فالحقيقة أن لا قيمة لكتاباتي ولوقتي ولمجهودي وتعبي ولن تُغير شيء أبدًا ، فالابتعاد أفضل حل بالنسبة لي ، بعيدًا عن أي اتهامات كاذبة تظن أني ضد وطني وبلدي في شيء ، بعيدًا عن أي صراعات فكرية لا تأتي بنا إلى حل ، بعيدًا عن متاعب الجدالات والمناقشات الفارغة ، بعيدًا عن الموتى ضمائرهم والتالفة عقولهم والمُتحجرة قلوبهم ، بعيدًا عن أي شيء يُفسد سلامي ومحبتي للآخرين الذين أختلف معهم ، بعيدًا عن ميديا الوهم والزيف والنفاق والمتاجرة والتصنع ، .. صلواتكم.
#أبانوب_فوزي
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
لك الله يا شنودة ، لك الله يا ابني.
يشهد الله على حُبي وإخلاصي الشديد جدًا لبلدي و وطني العزيز مصر ، وكنت أكتب دائمًا من نابع الحب والأمل الأفضل لهذا الوطن ، ليس من نابع كره أو عداء أو أي شيء من مثل ذلك ، كنت أكتب دفاعًا من أجل صورة بلدي الذين يشوهونها بكل أسف السادة المسؤولون الكبار وليس نحن ، كنت أريد الإصلاح والتغيير بقدر الإمكان ولكن لا فائدة..
الله قادر على كل شيء.