أقول لشيخ الازهر: لقد دفعتك الاقدار لتكون على رأس اهم مؤسسة…


أقول لشيخ الازهر: لقد دفعتك الاقدار لتكون على رأس اهم مؤسسة دينية فى مصر وربما فى العالم الاسلامى بأسره.. فى لحظة تاريخية حاسمة يمر بها للعالم اجمع بلغ فيها الصراع أوجه بين قوى الرجعية الدينية المحافظة التى تناضل من اجل الحفاظ على القديم من ناحية وقوى التطور والحداثة التى تنادى بتحطيم اصنام الماضى من ناحية أخرى.
كان املى كبيرا ان تختار الطريق الصعب وتتزعم حركة الاصلاح والتطوير فى المؤسسة الدينية العريقة ليكتب اسمك بحروف من ذهب جنبا الى جنب مع كبار المصلحين الازهريين وعلى رأسهم الامام محمد عبده مفتى الديار المصرية من 1899 حتى وفاته فى 1905 بالاضافة الى شيوخ كبار تركوا بصمة مضيئة على الحياة الدينية فى مصر مثل الشيخ المراغى والشيخ الاحمدى الظواهرى والشيخ مصطفى عبد الرازق الذين تقلدوا منصب شيخ الازهر من قبلكم ووقفوا بصلابة وشجاعة أمام التيارات المحافظة المنادية بالجمود وبرفض كل جديد.
كان املى كبيرا ان تقود حركة اصلاح دينى جديدة توائم ظروف ومتطلبات القرن الحادى والعشرين وتواكب التغييرات الجذرية التى حدثت فى حياة الانسان فى كل مكان.. لكنك اخترت الطريق السهل والممهد الذى لا يحتاج جهودا ولا تضحيات وهو طريق مؤازرة القوى المحافظة داخل الازهر وإغلاق الابواب على مصراعيها امام كل محاولات التجديد.
كنت احلم ـ لما اعرفه عنكم من علم غزير وانفتاح على حضارات العالم ـ ان تقدم على اهم واخطر خطوة يمكن ان يقوم بها شيخ الازهر وهى اعادة فتح باب الاجتهاد الذى اغلق فى القرن الرابع الهجرى وكان إشارة البدء لتدهور الامة بعد ان كانت أمتنا الاسلامية منارة فكرية تضىء العالم القديم. كنت اتمنى ان تفتح الابواب على مصراعيها امام علماء الازهر كى يعطونها قراءة جديدة لتراثنا الدينى وينفضوا الاتربة البالية العالقة به والتى تراكمت عبر قرون من الجمود والتحجر ورفض كل جديد.
لكنك آثرت اغلاق الابواب والمنافذ.. آثرت التلويح بمؤامرات واعداء وحروب واهية وعزفت عن الالتفات الى قوى التطرف والتعصب والكراهية التى جعلت ديننا الحنيف يثير الخوف فى قلوب الناس جميعا مسملين وغير مسلمين.
هل لى ان احلم الآن بان ينضم شيخ الازهر الى صفوف انصار التجديد بل ان يتزعم فضيلته هذا التيار فى مصر والعالم الاسلامى؟ هل لى أن احلم ان يعيد شيخ الازهر انصار التشدد والغلو الى الجحور التى ظلوا قابعين بها من ايام الملك فؤاد الى السبعينات من القرن العشرين؟ هل مسموح لى بمجرد الحلم؟ أم ان الحلم “كثير على” ؟

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version