قضايا المرأة

أختار الإضراب


خفت من الأمل الذي شعرت به حين وجدت أن النسوية في المنطقة تكبر وتنضج وتخطو خطوة كبيرة نحو العمل المنظم، العيش مع التمسك بأمل التغيير بلا شك يجعل الحياة أكثر قابلية للعيش، ولكنه أيضًا يكسرنا كلما ناضلنا لأجل شيء ثم لم يتحقق. الأمر بالنسبة لي محسوم منذ اللحظة الأولى: إذا كانت هناك نساء يملكن من الشجاعة ما يكفي للإضراب فأنا معهن، بعدها بدأت أفكّر في الجدوى.. تُرى هل هناك جدوى من إضراب أعلم مسبقًا أن الملتزمات به قلة لن تُحسب أصلًا ولن تغيّر شيئًا؟ فالنسوية ما زالت تهمةً في بلادي بل ولم تتم شيطنتها من قبل كما يتم اليوم، المجتمع في حالة استنفار ضد كل أشكال التضامن النسويّ، ما جعل إفصاح امرأة عُمانية عن نسويتها يعني مجازفتها بخسارة الكثير من الروابط والعلاقات والفرص، ولا أبالغ إن قلت، أمانها وربما حياتها. في ظروف كهذه توقّع تلبية عدد غفير من النساء للدعوة والإضراب أمرٌ غير واقعيّ، ربما لن نشكّل فرقًا اليوم، ربما لن تتغير القوانين وربما لن تهتم الحكومات وربما سيسخر المجتمع، لكننا سننجح في تعميم التضامن النسوي، سنخبر بعضنا من أماكن متفرقة أننا معًا وأن جرح الواحدة منّا يعنينا جميعًا. إذا كنت سأتمكن من إيصال شعورٍ كهذا بالإضراب فللإضراب جدوى كبيرة، شجاعة تغرس في النفوس وإيمان يتعمق بالوحدة النسوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ربما ليس في هذا العام ولا العام القادم، لكنني أؤمن أن في كل ٦ تموز/ يوليو سيكبر عدد المضربات وسنصبح قوة حقيقية ونفرض على الحكومات أن تحمينا وعلى المجتمع أن ينظر إلينا كبشريات آمنات وحرّات.

أختار الاضراب
مُجهل
_______
رابط المقال 👇🏽

أختار الإضراب

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى