مفكرون

أحمد علام الخولي | قد ظنوا فى مثل ذلك اليوم منذ ثمانية وعشرين عاما أنهم إستراحوا من فرج فودة يوم


قد ظنوا فى مثل ذلك اليوم منذ ثمانية وعشرين عاما أنهم إستراحوا من فرج فودة يوم أن إغتالوه ولكن دماءه ظلت تؤرق مضاجعهم وفكره سيظل يواجه أكاذيبهم حتى تتحقق الدولة التى حلم بها ودفع حياته ثمنا لها

فقد صدر حكم القتلة بإغتيال فودة بعد المناظرة التى أسقط فيها أكذوبة المشروع الإـ///ــلامى للحكم فكانت تهمته التفكير حيث جلس يواجه ممثلى المشروع الإـ///ــلامى للحكم بأوجهه الثلاثة فجلس ليواجه الشيخ الغزالى كممثل لمشروع الأزهر ومحمد عمارة كممثل للمشروع الأصولى السلفى و مأمون الهضيبي كممثل لمشروع الإخوان وقد واجههم بحشودهم وألتهم الدعائية وترسانتهم من الدراويش -واجههم كمواطن مصرى مـ///ــلم قائلا لهم إن دينى لنفسي فى بيتى وقلبي وصلاتى ودار عبادتى ومتى ما تحول الدين لسلطة حاكمة سيتحول المجتمع إلى فرق متقاتلة وقال لهم بأن وصول تلك الجماعات للحكم وعدم مواجهة فكرها الإيديولوجى سيجعلها تتغول وتقوى وتبتلع الجميع ومتى ما تمكنت من السلاح والحكومات ستقتلنا قبل غيرنا وستمزق اوطاننا كما لم تفعل إسرائيل

وقد صدقت نبوءته فبعد 28 عام من رحيله باتت مجتمعاتنا مقسمة طائفيا وكل أوطاننا تتصارع ويتقاتل فيها السنة والشيعة وتتقاتل فيها الجماعات بأسمائها المختلفة كداعش والنصرة والجيش الحر والحوثيين وفجر ليبيا والاخوان وحسم والجهاد وجيش الحق وكلهم يتقاتلون بإسم الله وتحت رايته وبشرعية نفس النصوص

ولكن وقتها إتهموه بالماسونية والعمالة والخيانة للدين فقال لهم فلتحاجوننى إذن وأخذوا يرمونه بأسهم الجهل والإلتفاف والمراوغة وهو يصدها جميعا بسهولة وسلاسة فهو علم مسبقا أن مشروعهم هش ضعيف سيتساقط امام اى عاقل سيفكر للحظات – ولأنه أزال القناع وعرى الوجه الكاذب لشعار الإـ///ــلام هو الحل وقال لهم أعطونا حلا واحدا من خلال مشروعكم لأى مشكلة وليكن حلا واقعيا لا حل كشركات توظيف الأموال الإـ///ــلامية التى باركتوها ثم دمرت الناس وأخذ يفند مزاعمهم فتداخلت وعلت اصواتهم وهو هادئا يرد ببساطة شديدة فهدأت شراسة الهتافات التى كانت تتعالى ضده وبدأ الناس يستمعون فكان القرار بأن هذا الذى تجرا وفكر وعرانا أمام أتباعنا سينهى وجودنا وسلطتنا وتسلطنا

فخرج بعد المناظرة الدكتور الأزهرى محمود مزروعة ليفتى أنه مرتد كافر يريد هدم الدين وبدأت الأقلام العاهرة تكتب ضده وبدات الأصوات القاتلة تدعو عليه وتشيطنه وتقول هل من منقذ للدين وللأمة – فتلقف النداء هذا المواطن الذى لم يقرأ سطرا فى حياته ولكنه نداء الجهل المقدس الذى يطمس العقول ويعمى الأبصار ويوتر الجسد فقال دلونى على صورته وبيته ومكتبه و…قتله غدرا بخسة- ولتكتمل الجريمة فقد ذهب الشيخ الغزالى للمحكمة كشاهد وقال للقاضى أن القتيل مرتدا وجب عقابه ولكن القاتل إفتئت على حق الحاكم فقط وأيد الغزالى يومها إمام الدعاه الشعراوى وعبد الصبور شاهين ووجدى غنيم ..فحكم القاضى على القاتل المنفذ لكن القتلة الفعليين ظلوا أحرارا لم يتراجع أحدهم او يعتذر نتيجة تأريق ضمير أو خوف على المجتمع ولا زالت المعركة قائمة بين من لملموا دماء فودة ليجعلوها نصب أعينهم مستلهمين جرأته وقوته البسيطة ومنهجه الإنسانى وبين أتباع المحرضين ..
رحم الله فرج فودة وثبتنا على طريقه

احمد علام


Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى