مفكرون

يكفيني شخصيا كي أنحاز للعلمانية أنها نجحت أينما طبقت ، لأنها…


يكفيني شخصيا كي أنحاز للعلمانية أنها نجحت أينما طبقت ، لأنها تمنع التعصب من التمكن والسيادة والسيطرة ، فتضمن لكل فرد حريته في العبادة حسب اختياره وتحمي حق كل مواطن في التدين بما شاء ، فتستبعد عوامل النزاع الملتبسة بالدين ، لأنها لا تنحاز لدين لأنه ممارسة طوعية إرادية عن قناعة بلا إكراه، إنما تنحاز للإنسان لا لطائفته ولا طبقته ولا تجبر أحدا على العمل بها ولم ترسل تهديدات لمن لا يؤمن بها.
فالعلمانية تستخدم العلم بمعناه التجريبي ولا تأخذ إلا بما هوعلمي ولنحقيق ذلك تمنع الدين من النزول إلى مساحة المشترك الاجتماعي العام ، والرؤى المتعارضة لا تعني في العلمانية أن أحدهما باطل فكلاهما بشري لذلك تجد العلمانية ضد الشمولية وادعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة ؛
وتصنع قوانينها بيدها يضعها الشعب عبر نوابه بما يعبر عن مصالح جميع المواطنين فتخرج تشريعاته معبرة عن مصالح الجميع بعدلها ومساواتها وصالحة للتطبيق على كل مواطن
الأهم هو أنها لا تعترف بحق عنصر او بحق جنس او لون او طائفة في حقوق موروثة أبدية.
وتعني العلمانية في جانبها السسيوبوليتيك :- عقد معاهدة سلام اجتماعي ، يتوافق عليه المجتمع كله ويرضى بشروطه ، ومعاهدة السلام الاجتماعي ويطلق على نصها اسم الدستور الذي يضمن التبادل السلمي للسلطة عبر صندوق انتخابات أمين ليحكم الشعب نفسه بنفسه لنفسه .

٢وفي الجانب النظري الفلسفي، فإن العلمانية حسب معجم روبير، هي بفتح العين: تعني العالم المادي الذي نعيش فيه، فيقتصر اهتمامها على مشاكل المجتمع و الاقتصاد والسياسة والبيئة.. إلخ، وكلها اهتمامات أرضية، مقابل العالم السماوي أو الغيبي الذي لا يمكن النفاذ إليه لمعرفته و بحثه و درسه، لذلك تحيل العالم الغيبي إلى الإيمان القلبي دون تدخل فيه، ودون أن تقول فيه كلمة رفض أو إيجاب.
و”العلمانية” بكسر العين: تعني استخدام منهج البحث العلمي في البحث و المعرفة و الوصول إلى الحقائق المحسوسة، فهي إذ تهتم بدنيانا فإنها تستخدم الحواس، والمختبر والعقل لتصل إلى نتائج صحيحة غير وهمية.. وهي بهذا الموقف تنصرف عن عالم الغيب لأنه لا يمكن حسم أي يقين بشأنه لعدم إمكانية وضعه تحت البحث و الفحص الحسي للوصول منه لحلول لمشاكل تقع في عالمنا الدنيوي، وأيضًا لأن العلم بطبيعته زماني لا يزعم الخلود و لا الصواب المطلق، ويصحح نفسه بنفسه باستمرار ويشغله الإنسان و لا يشغله الله لأنه ليس بحاجة إلينا، وفي المختبر ودنيا البحث العلمي لا حاجة لنا به ليكون موجودًا في المختبر دون فعل، والعلم لا دين له فهو من الجميع للجميع دون تمييز، ويعمل على سعادة الإنسان في الدنيا و لا يخضع لأي معيار من خارجه.
#شذرات_من_أقوال
#سيد_القمني
# ادمن يوسف


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى