قصة بعيدة عن السياسة ارويها لاول مرة فى حياتى بعد خمسين سنة…


قصة بعيدة عن السياسة ارويها لاول مرة فى حياتى بعد خمسين سنة بلا تعليق:

فى عام ١٩٦٩ على ما اذكر كان هناك ثلاثة شبان تخرج اثنان منهما من كلية الزراعة من اقرب الاصدقاء وكانوا فنانين موهوبين جدا وبدأوا يعرفون قدرا لا بأس به من الشهرة لكنها لا تقاس بالشهرة الضخمة التى حظوا بها فيما بعد.. كان الثلاثة هم عادل امام وصلاح السعدنى وسعيد صالح. وكان الثلاثة يكادوا لا يفترقون. وكان عادل امام قد اشترى سيارة “رمسيس” ومن يذكرها يعرف انها سيارة صغيرة الحجم جدا وكانت صناعة مصرية. ركب الاصدقاء الثلاثة السيارة فى ساعة متأخرة من احدى الليالى وهم فى “مود” هزار وفرفشة والقيام مغامرة غير محسوبة. وفى شارع شريف توقف عادل امام امام البنك المركزى ونادوا على الشرطى المكلف بالحراسة وقالوا له: مش ده برضه البنك اللى فيه الفلوس؟ ثم اضافوا: شوف: احنا بصراحة كده حرامية وعايزين نسرق البنك فانت تساعدنا وحتاخد نصيبك.
طبعا العسكرى الغلبان كان فى حالة ذهول واخذ يقنعهم بان “يقصروا الشر” ويمشوا من هنا.. ولحظهم العاثر مرت سيارة شرطة بها ضابط بنجمتين توقفت لمعرفة ما يجرى.. وما كان من الثلاثة الا ان كرروا للضابط ما قالوه للشرطى وقد تصوروا ان الضابط سوف يتعرف عليهم ويضحك الجميع وتنتهى الحكاية. لكن الضابط الشاب لم يتعرف عليهم وقال لهم بعصبية: انتو بتسهبلوا؟ انا حاخدكم على القسم.. قالوا وهم يتصنعون الجدية: احنا مش ينهزر.. احنا حرامية.
بعد مناقشة قصيرة اقتادهم الضابط الى قسم الشرطة فدخلوا على الضابط النبطشى وهو جالس على مكتبه. وتصور الثلاثة ان الضابط النبطشى او اى حد فى القسم سوف يتعرف عليهم ويعزمهم على فنجان قهوة. لكن لسوء حظهم لم يتعرف عليهم احد وسالهم الضابط النبطشى عن مهنتهم بعد ان اخذ بطاقة عادل امام والسعدنى فاجاب عادل امام: “حرامية يابيه”. فقال الضابط: مكتوب “مهندس زراعى” (واضح ان خريج الزراعة كان يكتب له فى خانة المهنة مهندس زراعى) فاجاب عادل امام وهو يحرك عضلات وجهه كما يفعل فى المسرح والسينما “ ده للتمويه يابيه.. لكن احنا مهنتنا حرامية” وساعده الآخران بجمل فكاهية مثل “اكل العيش مر يابيه”. وبدأ صبر الضابط ينفد وخرجت من فمه كلمات جارحة. فرد له الثلاثة الصاع صاعين لانهم كانوا وقتها ولازالوا “ملوك الكلام”. فوقف الضابط وصفع احدهم الذى رد الصفعة للضابط. وبدأ تلاحم بالايدى وضرب من الطرفين.. لكنه بعد لحظات قليلة دخلت مجموعة من العساكر بعضهم “زى الحيطة” ويدهم كخف الجمل وحاصروا الثلاثة واخذوا يضبرونهم ضربا مبرحا دون رحمة ولا هوادة. وبعد انتهاء العلقة الساخنة قرر الضابط التحفظ عليهم.
وفى صباح اليوم الثانى جلس الثلاثة فى انتظار الفرج فدخل مأمور القسم الذى كان اكثر “تحضرا” أو مشاهدة للتلفزيون من الآخرين وتعرف عليهم وربما تحديدا على عادل امام الذى كان قد اشتهر بلزمة “بلد شهادات” فى مسرحية مع فؤاد المهندس. وادخلهم المأمور مكتبه وبدأ يعتذر لهم فطلب منه صلاح السعدنى الاتصال بالتليفون. واتصل على الفور بشقيقه محمود السعدنى وكان وقتها صحفيا معروفا جدا. والاهم من ذلك انه كان صديقا شخصيا لوزير الداخلية آنذاك شعراوى جمعة. وبعد لحظات جاءت للمأمور عدة مكالمات جعلته يرتبك ويحاول تبرير ما حدث من ضباطه فى القسم، وبالتأكيد ان هذه المكالمات كانت من اعلى قيادات فى الداخلية آنذاك. واخذ المأمور يعتذر للثلاثة وطلب لهم القهوة واخذ يحايلهم و” يهزر” معهم حتى انصرفوا.
وفى احد افلامه واعتقد انه “سلام ياصاحبى” يتعرض عادل امام وسعيد صالح الى علقة ساخنة من فتوات او فى قسم شرطة لا اذكر.. لكن عادل امام يقول باسلوبه الفكاهى المعروف “ده احنا اضربنا ضرب”.. وانا واثق انه كان لحظتها يفكر فى تلك الليلة التى وقعت فيها المغامرة التى حكيتها لكم.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version