فى احدى زياراته لباريس عام ١٩٩٥ روى لى الراحل الكبير ابراهيم…


فى احدى زياراته لباريس عام ١٩٩٥ روى لى الراحل الكبير ابراهيم نافع خلفية القانون ٩٣ الذى تمكن بحنكته وعلاقاته الطيبة مع كل الاطراف من نزع فتيله وكان هذا القانون يقضى بحبس الصحفيين.. قال لى يومها انه عندما فاتح مبارك فى هذا الموضوع لم يجد منه اى استجابة بل قال له الرئيس المخلوع: “يعنى هما الصحفيين على راسهم ريشة؟ كل الناس تتحبس الا هما؟ ” . وكان صفوت الشريف الذى كان دائما ما يتبنى احقر المواقف يزايد ويرفض اى كلام فى الموضوع على أساس انه “أمر منتهى ولا رجعة فيه”.
فما كان من ابراهيم نافع إلا أن فاتح صديقه الراحل جمال عبد العزيز السكرتير الخاص لمبارك وكان الشقيق الاصغر للاستاذ صلاح رشيد عبد العزيز مدير مكتب الاستاذ ابراهيم نافع بالاهرام آنذاك.. ولذا فكان جمال عبد العزيز يعامل ابراهيم نافع معاملة خاصة جدا تتسم بالاحترام الشديد. وكان جمال عبد العزيز من اقرب المقربين لمبارك على الصعيد الشخصى لكنه لم يكن من صلاحياته الكلام فى الشئون السياسية وكانت الرئاسة بها نظام شبه عسكرى صارم لا يتخطاه احد.. فأجابه الراحل جمال عبد العزيز صراحة بأنه لا يستطيع ان يفاتح مبارك فى هذا الموضوع.. ثم اقترح اقتراحا تلقفه ابراهيم نافع بذكائه الفطرى الكبير.. قال سكرتير مبارك: انصحك بمحاولة اقناع جمال مبارك وهو الوحيد فى مصر اللى يقدر يقنع الرئيس. غير كده انسى.. وبالفعل قام السكرتير بترتيب موعد بين ابراهيم نافع وجمال مبارك. وتحدث ابراهيم نافع مطولا فى هذا اللقاء عن دور الصحافة وضرورة ان تكون متناغمة مع النظام ولا تكون هناك شائبة فى العلاقة بين الطرفين. ثم اضاف: حاقولك على السيناريو اللى ممكن يحصل: الصحفيين عاقدين العزم على اقامة مظاهرة ضد القانون واحتمال كبير جدا ان تخرج المظاهرة من مبنى النقابة الى شوارع وسط البلد وانا لا استطيع ان امنعهم.. واستطرد قائلا: طبعا قوات الامن سوف تتصدى لهذه المظارة وستكون هناك اشتباكات وتلاحم.. وقال وهو ينظر الى جمال مبارك فى عينيه: تصور بقى لو احد الصحفيين سقط قتيلا دون قصد من الشرطة؟ واضاف: ستكون كارثة وسوف تسوء العلاقات بين السلطة والصحافة ولا يستطيع احد ان يتنبأ بتطورات الأمور بعد ذلك. بدا على جمال مبارك الاهتمام الشديد. وكان تأثيره السياسى لا زال فى بدايته لكن مبارك كان قد بدأ يثق فى ابنه ثقة كبيرة ويستمع الى آرائه فى كل صغيرة وكبيرة.
وبعدها بأيام قليلة عدل مبارك علن القانون ومرت الازمة قبل ان تتفاقم وتتعقد.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version