سنة 1805 محمد على إستلم مصر خرابة بدوية بمعنى الكلمة، بتحرم…


سنة 1805 محمد على إستلم مصر خرابة بدوية بمعنى الكلمة، بتحرم باسم الله كل شئ من البندقية ل فنجان القهوة، وعدد سكانها 2 مليون و 700 ألف مواطن مش لاقيين ياكلوا، بيحكمهم 24 أمير مملوكى ومعاهم 10 آلاف جندى، وفوق منهم باشا فى القلعة، وأدامهم 130 ألف بدوى بيسرقوا قوت عيالهم، وفيها 200 فرد بيعرف القراءة والكتابة، وفيها 300 ألف طفل شوارع، وفيها 100 ألف حمار كوسيلة للمواصلات.!!!
نطلع لسنة 1840 نلاقى مصر أقوى جيش فى الكون، ولما الأسطول العثمانى سلم نفسه للباشا أصبحت مصر أقوة قوة برية بحرية فى العالم، لدرجة العالم كله اتحد عشان يقوم بعملية ” إصطياد الديك الرومى” وتدمير محمد على، طب الراجل كان معاه عصا موسى؟
الحاكم الوطنى بعد ماتخلص من أعدائه إهتم بالتعليم، وسفر 319 شاب يتعلم الحضارة من أوربا، واهتم ببناء جيش بس مش على حساب الوطن/ لأ، دة اهتم ف نفس الوقت ببناء المصانع والتوسع فى الزراعة وبناء الإنسان المصرى، لدرجة إنه جمع ال 300 ألف طفل متشرد وجاب لهم خبراء فرنسيين يعلموهم الحرف، وصبحت مصر أقوى دولة صناعية فى الكون.
صحيح شيخ الأزهر وقف ضده، حتى لما عمل مسجد القلعة على يد مهندس فرنساوى، ودخل فيه ” صنبور” مياه لأول مرة فى مصر، ” العلماء” إجتمعوا وكفروا الصنبور ورفضوا صلاة اللى يتوضأ منه، الراجل جاب شيخ المذهب الحنفى وأقنعه إن الصنبور مش حرام أو إداله رشوة ووافق الحنفية على وضوء الصنبور، ومن فرحة الشعب أطلق على الصنبور إسم ” الحنفية”.!!!
دة مثال واحد لفكر الرجل العاشق ترابها، الراجل اللى عايز يبنى بلده، ولما عمل إحصاء سنة 1847 كان عدد السكان وصل إلى 4 مليون و700 ألف مواطن، ليه؟ لأنه عمل مدرسة للطب، نحكى حكايتها بسرعة؟
محمد على جاب الخواجة كلوت من مارسيليا، ودة كان حلاق صحة ودرس الطب وأقنعه يعمل مدرسة لتعليم الشباب الطب فى مصر لأن نسبة وفيات الأطفال مرعبة، وقدروا يتغلبوا على مشكلة المكان، ومشكلة اللغة، ووصلنا للتشريح اللى لابد منه لتعلم الطب، والعلماء إعترضوا على هتك حرمة الميت، وطبعا دراسة الطب حرام فالشافى هو الله، هنا إخترع محمد على فكرة عبقرية، طبعا جثة المسيحى واليهودى آيلة إلى جهنم، يبقى نهتك سترها ونشرحها، وهنا وافق العلماء بسعادة على تشريح ” رمم” النصارى واليهود، بس المشاكل لسة برضه.!!!
بعد ما الطلبة اتعلموا فوجئوا بالنساء ترفض دكتور يكشف عليها دة عار، طب نعمل مدرسة للقابلات أو الممرضات، برضه طلع فتوى بتحريم تعليم البنات، لدرجة إن الباشا كان بيقبض على الفلاحين وبرضه يرفضوا تعليم بناتهم، جاب الباشا 40 حبشية وعلمها التمريض والولادة، الناس لقيوا الممرضة بتكسب كويس راحوا بعتوا بناتهم لمدرسة القابلات، بس برضه المشاكل موجودة.!!!
البنات إتخرجت وعنست لأنها مش لاقية راجل يتجوزها، مين اللى يرضى يتجوز موظفة؟ الباشا قرر يعمل حفلة سنوية بين الأطباء والقابلات، والدكتور اللى يتجوز ممرضة الدولة هاتديله الشبكة والمهر وتتكفل بالفرح، وبدأت المسيرة……….
لو حكينا على عبقرية الباشا مش هانخلص، بس خلينا نوصل للسبعينات وهنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا العبقرى، دة إخترع نظرية إسمها مصر الأسفنجة، يعنى إيه؟
يعنى لو سيبنا مصر قوية هاتحكم العالم زى ماحصل سنة 1840 ، وزى ماجاول عبد الناصر مساعدة كل ثورات العالم وزعامة قارة أفريقيا على الأقل، ولو سيبناها تغرق الشرق كله هايتدمر بعدها، يبقى نخلى مصر ” أسفنجة” يادوب عايمة على وش المياه وأهلها بيتصارعوا على لقمة العيش، لاتقوى جدا وتحكم العالم، ولاتغرق وتموت وتدمر القارة.
عايز أختم بموقف شخصى معبر، سنة 2015 قابلت معالى وزير التربية والتعليم، والسيد أمين عام نقابات معلمى مصر والدول العربية، وشرحت نظريتى فى تكرار تجربة محمد على فى النهوض بالتعليم، مع بحث عن محو الأمية فى خلال عشر سنين، وبعد ماشرحت لمدة ساعتين رد عليا السيد الأمين: كل اللى بتقوله معروف تماما، أى دولة عايزة تنهض لازم تبتدى بالتعليم، بس إحنا مبسوطين كدة، الأزهر يلبس المسلمين ف رجله، والكنيسة تلبس المسيحيين فى رجلها، واحنا نلبس الأزهر والكنيسة ف رجلينا…………!!!
وإليك وحدك – يا الله- المشتكى ………………..




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version