كان جيش الغزو الإسلامى مكونا من ثلاث فصائل، الأولى حوال 13…


كان جيش الغزو الإسلامى مكونا من ثلاث فصائل، الأولى حوال 13 ألف مقاتل من 27 قبيلة من أشرس قبائل جزيرة الخراب، الثانية كانت من بدو مصر الخونة على مر العصور من قمبيز الفارسى إلى شارون الإسرائيلى، وعددهم كان 3 آلاف انضموا فى البداية لجيش عمرو الذى كان يتألف من أقل من ثلاثة آلاف بقليل، الثالثة كانت مما يسمونه ” المطوعة” وهم متطوعين من بدو الخراب فى ركاب الجيش للفوز بأى غنيمة، ولكنهم ليسوا محسوبين من أفراد الجيش، ويحق لهم الزراعة أو التجارة، بينما حرم عمر على الجند ممارسة الزراعة حتى يحتفظوا بوحشيتهم ولا يتحولوا للوداعة كالفلاحين ويهجروا الجندية ..
وكانت الأراضى المزروعة فى مصر حوالى ثلاثة ملايين فدان، بعضها ملك للأهالى الذين تملكوا قطع صغيرة فى العهد البطلمى- من فدان إلى خمسة وستين فدان- ، وتوسعوا قليلا ف عصر الرومان، اما باقى الأراضى فكانت أملاك للكنيسة بجزء صغير، والباقى ملك الحكومة توزعها إقطاعيات على رجالها ويعمل فيها الفلاحين كالعبيد .
بالغزو البدوى تحولت الأراضى إلى غنيمة للبدو، وبما أنهم يحتقرون الزراعة والفلاح فقد ظل القبط هم أصحاب الزراعة لمدة قرن من الزمان، مع بعض الإستثناءات، مثل ان يقطع الخليفة أو الوالى قطعة أرض لبعض رجاله .
من هذه الإستثناءات كانت مثلا أرض ابن سندر، وهو عبد ضبطه سيده يتحرش بجارية، فقطع أنفه، فشكاه العبد إلى الرسول الذى أعتقه ووصى عليه الصحابة، ولما تولى أعدل الخلق عمر ابن الخطاب ذكره العبد بوصية الرسول، وبكل بساطة منحه ألف فدان فى مصر، وكأنها عزبة المرحومة أمه، مايعنينا فى هذه المسألة أن ابن سندر هذا قد أصبح ميدانا مهما اليوم فى مصر الجديدة ويحمل اسم العبد المقطوع الأنف السارق لأرضنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
إذن فقد كانت هناك ملكيات للبدو يعمل بها القبط كعبيد، حتى جاءت قبيلة قيس بعد قرن من الزمان فى ولاية عبيد اله بن الحبحاب، بشرط أن تعمل بالزراعة بدلا من القبط، وربما كان السبب كما يرى المؤروخون كثرة ثورات القبط والفتك بهم من المسلمين ، وحتى لا تتحول الأراضى إلى خراب بموت أصحاب البلد، وهنا بدأ انتشار العرب بين الفلاحين وبدأت مرحلة التحول للإسلام بكثافة وبدأ البدو يتوافدون على أرض العسل واللبن بصحبة الولاة، فجاء مع الوالى حميد بن قحطبة عشرون ألفا من الجند سنة 143 ه ، ومع موسى بن يحى عشرة آلاف سنة 172 ه ، على أننا لانملك وثائق تبين عدد جيش البدو فى مصر، ولكننا على الأقل نعلم أن
الأسكندرية كانت توضع بها حامية تعادل ربع الجيش، وكانت هذه الحامية سنة 44 ه حوالى 27 الف مقاتل، بما يعنى أن جيش البدو فى مصر يتعدى المئة ألف بدوى، وهؤلاء لهم أعطيات أو مرتبات من خراج مصر، ليس لهم فقط، بل لنسلهم بمجرد ولادته يصبح له حق فى العطاء من عرق المصريين .
وكانت أخطر ضربة للقومية المصرية هى تعريب الدواوين فى عهد عبد الملك بن مروان سنة 87 ه ، ولو أضفنا لهذا العامل منع الخلفاء لعمل المسيحيين فى الدواوين، أدركنا سبب تحولهم للغة العربية .
أما العامل الأخطر فى التحول للإسلام وسيطرة البدو على مصر فقد كان فى خلافة المعتصم سنة 218 ه ، حيث نقص خراج مصر ودانت للإسلام، وهنا منع مرتبات الجند وبدأوا فى التحول للزراعة والتجارة، وإن كان جزء كبير منهم قد ارتد للسطو والسرقة وسكن الصحراء ليوم اله هذا .
وهنا نجد فى وثائق القرن الثالث الهجرى أن أراضى مصر كلها يملكها مسلمين، ولانجد مسيحيا واحد يظهر فى الوثائق، وتحول المسيحيين إلى أقلية عددية وسط طوفان البدو والمصريين المتنصرين .
يبقى أن نختم المقال بمأساة نجدها فى كتب التاريخ، يقول لنا أن النصارى المتحولون للإسلام كانوا الأكثر قسوة على القبط من أهلهم، وكانوا يعادونهم ويهتكون أسرارهم ويبلغونها للمسلمين، حتى صار الرعب من اخوك القبطى المتحول للإسلام، أشد من البدوى السارق للأرض والعرض .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .!!!




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version