سؤال إلى الذين يدّعون زورا ان الحجاب “فريضة”: كيف تفسرون…


سؤال إلى الذين يدّعون زورا ان الحجاب “فريضة”: كيف تفسرون (بعيدا عن التفسيرات الإفتكاسية والخزعبلية) أنه عندما خلعت نساء مصر الحجاب فى العشرينات من القرن العشرين لم يعترض أحد من كبار او حتى صغار رجال الدين على هذا؟؟ فعندما كشفت هدى شعرواى عن وجهها عام ١٩٢٣ كان الشيخ الجليل المعروف بعلمه أبو الفضل الجيزاوى هو شيخ الأزهر. بعد ذلك عندما خلعت كل نساء مصر الحجاب من فوق رأسها خلال سنوات توالى على مشيخة الأزهر فطاحل علماء الدين وهم على التوالى الشيخ مصطفى المراغى والشيخ الأحمدى الظواهرى والشيخ مصطفى عبد الرازق.. لم يفتح هؤلاء الشيوخ الأفاضل أفواههم بكلمة اعتراض واحدة وهم يرون نساء مصر يخلعن الحجاب.. ولم يُبد مفتيو مصر فى نفس الحقبة أقل اعتراض ولم يصدر احدهم فتوى بأن الحجاب فريضة وعلى سيدات مصر أن يتمسكن به مع أنه تولى منصب المفتى آنذاك شيوخ كبار معروفون بالنزاهة والشجاعة مثل الشيخ قراعة والشيخ مخلوف. لم يصدر عن الأزهر ولا عن داء الإفتاء فتوى واحدة توحد الله بأن خلع الحجاب حرام وأنه مناف للدين وأنه إهانة للإسلام أو خرق لكلام الله او أنه يتعارض مع ما نزل بالقرآن.
وإذا ادعينا ان هؤلاء الشيوخ لم “يفهموا دينهم” وقصّروا فى أداء واجبهم وفى أمر الدعوة وتقاعسوا عن الأمر بالمعروف فأين كان مئات أو آلاف علماء الأزهر ورجال الدين الذين عاشوا من ١٩٢٣ حتى منتصف السبعينات من القرن الماضى عندما بدأ رواج وانتشار تجارة الدين بتوجيه وتشجيع من الدولة؟ لمدة خمسين عاما كاملة لم يعترض رجل دين واحد ولا صحفى واحد ولا كاتب مرموق على خلع الحجاب. لم يتشنج أحد من اجل غطاء الرأس ولم يغضب أحد لدينه ودفاعا عن القيم والأخلاق والعادات والتقاليد والمثل العليا؟ وللعلم فإن الأسماء التى ذكرتها مثل الشيوخ المراغى والظواهرى ومصطفى عبد الرازق هم الذين كانوا يفهمون الدين.. وهم الذين كانوا يتقون الله وهم الذين رفعوا من مكانة الأزهر وجعلوا منه منارة الإسلام فى الدنيا. واخسارتاه…

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version