منظمات حقوقية

Superwomen stories | «« التعدد أصل الأمور »جملة قالها لي أحدهم سابقًا مستدلًا بوجود التعدد

Superwomen stories


«« التعدد أصل الأمور »
جملة قالها لي أحدهم سابقًا مستدلًا بوجود التعدد (تعدد الزوجات) في المملكة الحيوانية ، فنجده بين الغوريلات والضباع والنمور البنغالية إلخ
بل وعلى وجوده في المجتمعات البدائية لدرجة أن كانت العلاقة الثنائية هي الاستثناء لا القاعدة.

فهناك أبحاث أنثروبولوجية تتحدث عن أن فقط 1 من كل 6 مجتمعات كانوا يطبقون قوانين ترفض التعدد ، ورغم ذلك نجد أن مفاهيم مثل "الغيرة" كانت هي التحدي الأساسي لمس التعدد ، وهي ساعدت في تطور الأمر مع تطور المجتمعات وتغيرها ، فحتى اليوم نجد المناطق الأقرب للبدائية هي الأكثر قبولًا للتعدد عن غيرها ، بينما نراه يندر في المجتمعات الأكثر تطورًا ، وهذا مربط الفرس.

فالإنسان في مقتبل وجوده هو الأول هو التكاثر ، أن ينتشر ويحافظ على بقائه ويرضي غريزته ، فعندما تحمل المرآة لمدة 9 أشهر يذهب لغيرها ، والقوة العضلية هي المحددة للقوانين وللسيطرة قبل أي شيء آخر ، وكان نصيب الرجل منها أكبر.

ويلاحظ أن كلما كان المجتمع أقل حرية وأقل إدراكًا لقد كنت الزوجين على الإنفصال ، كلما زاد ظهور التعدد كإحدي عوارض الخوف من التغيير وكذلك للعوامل الأخرى.

مع الوقت أصبح الإنسان يحتاج أكثر لأن يتعاون مع غيره ويراعيه ، فيكون أكثر أخلاقية ويساعده ذلك على النجاة.

فكونه الأقوى لم يعد يكفي ليستمر ويحافظ على نفسه ونسله ، وكان هذا دافع أكبر لإستدعاء صفة "التعاطف" وصفة "الولاء"، من هنا يمكن الكلام عن ظهور أكبر لفكرة التحزب لتساهم في مواجهة تلك الأخرى ، وللحرص على الجيل الجديد الذي سيكمل المسيرة ويحمي الكبار ، والمقصود الأطفال طبعًا ، وفي زيادتهم زيادة لقوة القبيلة ولا قلق حسب نظرة تلك الفترة.

وفي الحقيقة فتلك المجتمعات البدائية لم تكن دائمًا تراعي أن يربي الطفل الأبوين ويكون الوصاية على الطفل لهم ، فنجد بعضها يفعل ذلك وأنها تتعامل مع الأطفال بإعتبارهم أبناء القبيلة كلها وكلها تربيهم.

مع الوقت كذلك تطورت تلك المجتمعات إلى أشكال أفضل وظهر لنا تبلور أكبر لمفهوم الدولة والقانون والقضاء وغيرها ، مثل تظهر لنا أمور مثل عقود الزواج ، والتي تقنن بعض المعاملات وتحفظ للطرفين بعض حقوقهم مثل الميراث.

فنجد أول عقد زواج في التاريخ نعرفه يرجع إلى 4000 عام قبل الميلاد ويناقش تفاصيل مثل تأجير الأرحام في حالة إن لم يكن هناك حمل خلال عامين.

وبمرور الوقت أكثر ومع اختلاف المجتمعات وبعدها عن بعض ، كان يتغير مفهوم الزواج والعلاقة الزوجية على مر الزمن في إطار نفس اتجاه الثقافة السائدة في ذلك المجتمع ، فنجد تشابهات نتيجة الإنسانية المشتركة ، ونجد إختلافات نتيجة لإختلاف مسارات التطور الإجتماعي.

فنجد مثلًا عند العرب قبل الإـ///ــلام التعدد موجود ولكنه مثلًا موجود للرجل (Polygyny) والمرأة (Polyandry) ، وتعدد المرأة كان له عدة أشكال بعضه يعتبر زنا عند البعض مثل زواج "أصحاب الرايات" وبعضه مقبول داخل القبيلة الواحدة أو الأسرة الواحدة حين تكون الزوجة متزوجة من أكثر من أخ (الأخوية المتعددة).

وحتى اليوم نجد أشكال من التعدد القائم حول المرأة في بعض الثقافات ، مثل ثقافة التبت والتي مازال حتى اليوم يوجد نساء معددات فيها.
وهذاً ما يكون ذلك التعديد لأخوة متزوجين من نفس المرأة ، كما كان الأمر وقت العرب قبل الإـ///ــلام ، وهنا لا ينسب الأطفال لأب بعينه ، بل يعتبر كل الرجال اباء لكل الأطفال ، وأنترى في ذلك ميزة عكس الرائج عندنا ، في هذه الحالة لا يفرق الأب بين ابنه وابن غيره ، فهو لا يعرف من أبنه ومن أبن غيره ، وهذا على عكس تعدد النساء ، حيث يمكن أن تفرق لإنها مدركة جيدًا أن هذه ابنتها وهذه ابنة "درتها"، وتحكم المشاعر الإنسانية مثل الغير قبل أي شيء آخر.

جاء في المجتمع العربي بعد ذلك الإـ///ــلام وقنن مسألة التعدد ، فحجم العدد لأربعة ، وتطور مرة أخري نموذج الأسرة في تلك المنطقة ، وسيحصر تركيزنا من هنا بخصوص ذلك ، كونه واقع واقع اليوم ، وما نحاول أن ندركه ونتعامل معه.

نرى هنا حتى في اللحظة الإـ///ــلامية الأولى ، لم يكن التعدد محبذ من قبل كل النساء ، فكلما تزيد علاقة المودة والحب من المرأة تجاه الرجل يصعب عليها أن تشاركه غيرها ، كما وضحنا سابقًا ، ويمكن أن يتخيل الرجل ذلك الإحساس عندما يتخيل مشاركة زوجته مع غيره ، ونري مثال علي تلك الغيرة في قصة عائشة وهي إحدي زوجات الرسول ، والتيها الكثيرين من السنة ، أحبهم إلى قلبه.
«كُنْتُ أغَارُ علَى اللَّاتي وهَبْنَ أنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وأَقُولُ أتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (تُرْجِئُ مَن تَشَاءُ منهنَّ وأنؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ ومَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فلا جُنَاحَ عَلََََََِِ صحيح البخاري

كذلك نجد واحدة مثل فاطمة بنت الرسول رفضت واعترضت على التعدد في موقف صريح ، حين أراد علي بن أبي طالب الزواج عليها ، وقدر لها هذا الحق الرسول.

ويبرر ذلك عادة من باب إنه أراد الإرتباط ببنت عدو الله ، ولكن يعني هذا أن البنت آخذت بذنب أبيها ، وهو إشكال كبير ، بينما من الممكن فهم المسألة بإعتبار أن الرفض من باب أحقية الزوجة الأولي في رفض زواج الزوج من ثانية ، وبدون أن يحدد ذلك في عقد مسبق.

هاهنا يلعب الاجتماع دوره ولا يمكن تجاهل ذلك ، فالنموذج الاجتماعي والأسري كما حدث منذ بداية الخليقة ، تطور لحظة الرسالة وتطور بعدها ، فسنة الكون هي التطور والتغيير لا الثبات.

فالتطور في الحقيقة ، يكون من أهدافه مراعاة ما لم يراع في الماضي ، لا فقط ما تغير بالفعل ، فمن المفهوم أن يكون هناك الكثير من أجل تمذوا من مشاركة أزواجهم ، ولكن حكم الواقع والإجتماع لم يسمح لهم بالاعتراض ، بينما أصبح لدينا الإدراك بوجود المشكلة ، بل وتفاقمها مع تطور شكل العلاقة والزواج لي أكثر من الحب والولاء للطرف الآخر ، فالإنسان اليوم أكثر ادراكًا ومراعاةً لهذه المفاهيم عن السابق بكثير.

كذلك في لحظتنا نلاحظ أن نموذج الأسرة أصبح قائمًا على العلاقة الثنائية ، فالعالم اليوم يراع أكثر مشاعر الشريك وغيرته ، وعلى عكس السابق لا نجد بنفس النسبة زواج لم يتم ربط الارتباط العائلات كما كان يحدث في أوروبا مثلًأ سابقًا ، فالزواج زاد فيه العمق الإنساني عن عمق المصلحة الخارجة عن إرتباط الفردين ويدخل فيها إرتباط العائلتين.

وكما رفضنا الكثير من أمور التراث والماضي وقننا أمرها ، فربما حان الوقت لأن نقنن مسألة التعدد كذلك بشكل أكبر ، يحفظ للمرأة والرجل ، كلاهما حقهم بشكل أكبر.

هاهنا قد يتساءل البعض عن ماذا لو أن النموذج الأقدم هو الأصلح فعلًأ؟
وفي الحقيقة فإن كان ذلك صحيح في أن أن نقاش التعدد على مستوى الرجل والمرأة ، فإشكالية النسب مثلًا تم حلها بوجود تحليلات الحمض النووي ، لمن يرفض حل مجتمع مثل التبت ورؤية أن تعرف النسب هاهنا في تلك العلاقة المشتركة على التعدد قد يكون مضر اساسًا.

ولكن حتى بعيدًا عن ذلك ، تظل طبيعة تطور العلاقة الزوجية اليوم كما قلنا قائمة على فكرة الرومانسية والحب الإحتكاري للشريك ، فاليوم نقدر الغيرة والبعض احيانًا يصل إلى حاله لأنه يستدل عليها من أشكال الحب ، وإن رفضنا الغيرة القائمة على التخوين ، فغريب أن نرفض الغيرة القائمة علي إدراك واقع يجبر الإنسان فيه على أن يشارك شريكه بإذعان تام ، ولا أزايد على من لديه تلك القناعة ، ولكن علي عدم احترام وتقدير وضمان حق من يرفض ذلك ، وفهم فوائد هذا النموذج وظهوره كنتيجة لتطور العالم وشكل العلاقة.

فحتي في هذا النموذج نجد مراعاة الأطفال بشكل أكبر والحرص على جودة العلاقة لا كمها ، فكذلك يقود العالم فكرة تنظيم الأسرة وتقنين إنجاب عدد أقل من الأطفال ليهظوا على اهتمام أكبر وعلاقة أكثر توطدًا ، مع اختلافات من ثقافة لأخرى في بقية الجوانب مثل مستوى الاعتمادية وغيرها.

وهذا مقارنةً بعصور سابقة كان يمكن للفرد فيها أن يكون له أكثر من 10 أبن وأبنة بل ويصلوا للعشرين وأكثر ، في أحيانًا ليست بالقليلة ، فيقال مثلًأ أن لعلي بن أبي طالب من الأبناء ، أربعة عشر من الذكور ، وسبع عشرة من الإناث.

ويستغرب هاهنا وسط تلك الأعداد المهولة أن يتكلم فرد عن ارتباط حقيقي بكل هؤلاء الأبناء ، وحرص علي إعطائهم كلهم ​​حقهم في الوقت والرعاية الأبوية مثلًا -كونه فرد في مجتمعنا ، وإن تعددت النساء حسب وجد التعدد أو لم يجد - ، قد يأتي هذا أكثر إلي إهمال لوجود دور للآب في الرعاية والارتباط والإتصال بأولاده ، مقارنةً بدور الأم والإجتماع عما هو الحال اليوم في زمننا.

ويظهر توجه العالم نحو رفض التعدد أكثر عندما تظهر عند نسبة كبيرة ممن يقبله دينيًا ولكن يرفضوا أن يتم من طرف أزواجهم معهم.

ولعل من الكلام الذي سبق عن ضمان الحقوق تُدرك أن المشكلة الكبرى هاهنا هي في القانون الذي لا يراعي النفسية المعاصرة للمرأة والرجل ، ويتجاهل أن علاقة الشراكة الحالية هي علاقة تدعو إلى التكافؤ التام ، عكس علاقات سابقة وشكل العالم الذي كان فيه حالة المرأة غير الحاضر تمامًا ، فحتي في أوروبا وبعد فتح الإنتخابات ، كانوا لا يجعلوها تنتخب لأنهم يروا أن زوجها سيسيطر على رأيها ويكون له صوتان ، فلا معنى لذاتها متفردًا عنه ، وهو ما نقر عليه اليوم ص صحته.

ونجد حتى اليوم هنا ، القانون نفسه لا يعطي المرأة حق الإنفاذ وقتما تريد بدون اللجوء بينما يكون الرجل هذا الحق.

هو كذلك لا يُلزم حضورها عندما يريد الرجل أن يعدل في شكل العلاقة والشراكة بينهم ويتزوج عليها ، فيكتفي تعلم معرفة العنوان من الزوج -والذي قد يكذب- ويبعث لها إخطار -قد لا يصلها- بإنه قد "تزوج بالفعل"، يتعين عليهم مشاكل مختلفة لا في شكل العلاقة بل لحظات الميراث والتفاجئ بأن هناك أولاد أخرين يرثوا مع الورثة الأصلية للرجل.

أي أن من أسباب إستمرار التعدد لا فقط القناعة ، بل غياب الحرية التامة ، المجتمعية والقانونية في الرفض والقبول.

فالعالم تغير و"تحسن"، وتجاهل للواقع أن ندرك أن تغيره وتحسنه وصل للمنطقة الاجتماعية ، لا فقط على مستوى العلوم والأدوات ، وتجاهل للواقع أن نغفل عن أن هناك الكثير من الأمور التي كانت جزءًا من الواقع هي اليوم من أمور الماضي المستهجنة ، حتى وإن كان لها طابع تاريخي ديني ، ومهم أن نستمر في مواكبة هذا العالم والتعامل معه.

فعمر بن الخطاب توقف عن دفع الأموال للمؤلفة قلوبهم ، وغير طريقة توزيع الغنائم ، لتغير الاجتماع وتغير العلل.

ونحن لم نتوقف فقط عن ركوب الأحصنة بل توقفنا عن جمع الجزية وفتح أسواق العبيد لتغير الواقع والإجتماع وتطوره وتحسنه.

كذلك أمر التعدد ، هو من أمور الماضي المؤذية لكثير من النساء ، وكونه من الماضي يجب فيه ألا يلزم الحاضر ، أو يغير ليلاءم واقع اليوم كما تغير غيره المصنوعةنا ، فالأصل لا يلزم الفرع ، ولكل أصل أصل يسبقه ، مما قد يتوهنا في متاهة كبيرة لا تنتهي .

المصادر:
1) https://slate.com/… / هل هم البشر أحادي الزوجة أم متعدد الزوجات …
2) https://anthropology.iresearchnet.com/polygamy/
3) كتاب الأصول الأخلاقية تطور فضيلة الإيثار والعار
4) https://www.realmofhistory.com/… / أقدم عقد زواج … /
5) https://www.tibettravel.org/tibetan… / polyandry-in-tibet.html
6) موسوعة المفصل في تاريخ العرب قبل الإـ///ــلام ج 5 لجواد علي
7)https://dorar.net/hadith/sharh/23335
8)https://www.islamweb.net/ar/fatwa/97299/

كتابة: إـ///ــلام مليجي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى