How One Daring Woman Introduced the Idea of Smallpox Inoculation to England


في القرن الثامن عشر كان الجدري، smallpox، أو الوحش المرقط، القاتل الأول. من كل أربعة مصابين كان واحد على الأقل يفقد حياته، ويترك الوحش علاماته على وجوه الناجين.
أصيبت الكاتبة الأرستقراطية الشاب “ليدي ماري مونتغاو” بالمرض، قاومته بوسائلها وبما توفر آنذاك من علاج محدود الفاعلية. يصبح والدها سفيرا في اسطنبول فتقرر الذهاب إلى الشرق. هناك دونت في كتابها، الذي سيصبح من أشهر كتب أدب الرحلات، ما شاهدته من صفاء وجوه سكان اسطنبول. هي القادمة من وحل الجدري، من عالم تلطخت فيه الوجوه بالحفر والندبات، أذهلها صفاء عاصمة الشرق. سرعان ما عرفت السر، فقد لاحظت وجود خبيرات في الوقاية من المرض. الخبيرات، في العادة كبيرات في السن، يعقدن حفلات كبيرة في فصل الخريف. في تلك الحفلات يقمن بحقن مادة ما، وصفتها الكاتبة ب “نوع جيد من الجدري”، في الوريد. الذين تعرضوا للحقن تلك لا يصيبهم المرض فيما بعد. حقنت ليدي ماري طفلها، ثم حقنت طفلتها. ولما عادت إلى لندن رفض المجتمع الطبي فكرتها كليا. كانت الأسباب دينية( ما الذي بمقدور المسلمين أن يعلمونا إياه)، اقتصادية(فئة من الناس أثريت من بيع أدوية الجدري غير الفاعلة)، وثقافية (كيف لفتاة أن تعلم الرجال شيئا).

استمر الجدري يعبث بحياة الناس في لندن، وناضلت هي لدى الطبقات الرفيعة في عرض فكرتها التي جاءت بها من اسطنبول. أخيرا قرر الملك أن يحقن ابنتيه، رافضا تعريض حياة أولاده الذكور للخطر. شيئا فشيئا تذهب النساء الثريات، سرا، بأطفالهن إلى التلقيح. يقرر المجتمع الطبي اختبار الفكرة. في المرحلة الأولى جربت على ستة من السجناء، ثم على 11 يتيم. وكانت تلك هي أول دراسة إكلينيكة في التاريخ. وكانت النتيجة مذهلة.

يمضي وقت قصير ويكتشف عالم إنجليزي لغزا: إن حقن الناس بجدري البقر، وهو خفيف التأثير، يقيهم من الإصابة بالجدري المتوحش. تسمى البقرة في اللاتينية Vacca ومنها ابتكر مصطلح Vaccination أو التلقيح.

بعد قرنين من الزمن اختفى الجدري من الوجود، ومنذ عقود كثيرة لم تكتشف حالة واحدة..

ثقتي أن الأمراض الخطرة، كالأورام، ستختفي عما قريب. قال وزير الصحة الألماني، قبل أسابيع، إن البشرية ستهزم السرطان في السنوات العشر القادمة. التصريح إياه أثار حساسية المجتمع العلمي في ألمانيا، وقرأنا جدلا مستفيضا حول الفرق بين (تقضي عليه و تسيطر عليه)..

كافحت الليدي ماري كثيرا واستطاعت نقل الطقس الشرقي المثير إلى المختبر، ومنه إلى الاستراتيجيات العلاجية.

قبل ثلاثة قرون كانت المرأة تعيش في رعب وكرب، تنتظر أن يسقط أطفالها في قبضة الوحش المرقط. اختفى ذلك الوحش، واختفت وحوش أخرى كالجذام والسل الرئوي وشلل الأطفال. وفي الأعوام الأخيرة اخترع علاج لڨيروس الكبد سي، وفي العقود الأربعة الماضية تطور طب القلب التداخلي واحتوى إلى حد بعيد “القاتل الأكبر”.. أعني أمراض القلب. تواصل البشرية سعيها لاحتواء المخاطر الصحية على نحو متسارع، وكل بضعة أشهر يزاح خطر ما..

سيدتي ليدي ماري،
كل عام وأنت وتربتك الرطبة بألف خير في يوم المرأة.

م.غ.

How One Daring Woman Introduced the Idea of Smallpox Inoculation to England

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version