١. في العام ٢٠١٥ دوت الرسالة التي كتبها الصحفي الألماني الأشهر “يورغن تودنهوفر” …


١. في العام ٢٠١٥ دوت الرسالة التي كتبها الصحفي الألماني الأشهر “يورغن تودنهوفر” إلى أبي بكر البغدادي، وأحدثت ضجيجاً عالمياً. فقد كتب الرسالة بعد عودته من زيارة /مغامرة إلى داخل تنظيم الدولة الإسلامية، داعش. وهي رسالة من خمس صفحات كتبها الصحفي السبعيني واسع الثقافة، أقتبس منها هذا الجزء:

“الإسلام لا علاقة له بالإرهاب مثلما لا علاقة للحب بالإغتصاب. أنت ومقاتلوك لستم محاربين من أجل الله ولستم جنود الله ، هذا إذا كان لهذا الوصف وجود أصلاً ، ويبدو أنك تستخدم هذا الغطاء لأغراض اخرى . إن وصف جنود الله إرتبط بالحروب الصليبية وهو وصف مسيحي .
أنا قرأت القرآن مرّات عديدة واستفدت من آياته استفادة عظيمة ، ولم أجد فى القرآن دعوة إلى روح العنف والوحشية الذى تتبناها انت وجنودك لأهداف معينة ، الا إذا كنت تريد إستخدام ما ذكره القرآن عن الحروب التى شنتها مكه ضد المدينة بين الأعوام 623 630 ميلادية خارج سياقه التاريخي الصحيح ، وهذا ما يعمله أعداء الاسلام ويتمنون رؤيته .

إن هذه المشاهد الدموية والوحشية تجدها فى العهد القديم ، ولذلك وصف العالم اليهودى ستيفن بيكر كتاب العهد القديم بأنه قصيدة حب للعنف ، ولكن رغم هذا العنف فى كتاب العهد القديم فأن المتعصبين فقط يرون فيه هذا . إن جوهر كتب العهد القديم هو العدل والمحبة ، مثلما هو الأمر فى القرآن.

إن الفكرة الأساسية للقرآن وصرخته المدوية هي للحق والعدالة والرحمة والمساواه ، ويبدو أنها غريبة بالنسبة لكم رغم أنها الفكره الأساسية التي لا تخلو منها صفحة من صفحات القرآن الكريم.

ليس هناك فى القرآن من كلمة تصف ربنا أكثر من كلمة الرحيم حيث أن 113 سورة من أصل 114 سورة تبدأ بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم ، بينما أنت فى ادارتك للحرب اكثر من ماتكون بعداعن الرحمة . إنك تدير حروبك لتوسيع الدولة الإسلامية من خلال المذابح كما فعلت الجيوش غير المسيحية وجيوش جنكيزخان وبول بوت ، وتسعى للتطهير الدينى الأكبر فى التاريخ بالدعوة لقتل مئات الملايين من الكفرة والمرتدين ،
وأننى أتساءل أين هذا من الأسلام؟”

ـــــ

٢. أسس محمد عبد السلام فرج جماعته الجهادية المتطرفة مطلع السبعينيات، والتي ستشترك في عملية قتل السادات. كان المرجع الأساسي لجماعة فرج هو كتابه الشهير “الجهاد، الفريضة الغائبة”. كتاب الجهاد لفرج هو واحد من مرجعيات البغدادي، وتكاد تحضر نصوص الكتاب واستدلالاته ومنطقه في أشهر بيانات وخطابات الجماعات الإرهابية.

من المثير، لي كباحث على الأقل، أن كتاب فرج كان صغير الحجم، لا يتجاوز ٣٢ صفحة ـ على الأقل في النسخة التي قرأتها. في كتابه المكون من٣٢ صفحة استشهد محمد عبدالسلام فرج بتقي الدين بن تيمية ٢٣ مرّة!

بما يقترب من مرة واحدة في كل صفحة!

ربنا يسهل..

نهاركم سعيد.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version