يكتب لي الآن من الجبهة وهو يقود مجموعته الشجاعة والفدائية……


يكتب لي الآن من الجبهة وهو يقود مجموعته الشجاعة والفدائية…

لن أتراجع وإن قدمت حياتي

فأرد عليه بالنصائح وأذهب لأستمع لعزاء طلال حيدر وهو يتذكر شبانا ثلاثة سلموا عليه في المساء وفي الليل توغلوا في أراض المحتل ولم يعودوا..

وحدن بيبقو متل زهر البيلسان
وحدهن بيقطفو وراق الزمان
بيسكرو الغابي
بيضلهن متل الشتي
يدقوا على بوابي على بوابي
يا زمان
يا عشب داشر فوق هالحيطان
ضويت ورد الليل عكتابي
برج الحمام مسور و عالي
هج الحمام
بقيت لحالي
لحالي

يا ناطرين التلج
ما عاد بدكن ترجعو
صرخ عليهن بالشتي يا ديب
بلكي بيسمعو

يواصل الكتابة، ويقول ضاحكاً:
تصدق الجو يكون ممتع إذا في اشتباك، بس هم ناويين يعملوا التفاف. اللي متعبوش بالنصر تخاذلوا هههه

يقود مجموعة من المقاومين بالقرب من جبل الهان.
قبل أيام ترك الجبهة مؤقتا وفاجأني بصورة طفلته ذات الأشهر الثلاثة.

أسماها الزهراء وراح يقاتل الحوثيين.

رأيت طفلته. واسعة العينين وقد وضع في حضنها كتاب جدائل صعدة.

يقاوم ويقرأ، وكلما قلت له شيئا قال بصرامة:
تعز، الوطن.
قلت له بصرامة: طفلتك بحاجة إليك
قال: وكذلك تعز.

قبل أشهر استشهد شقيقه، وكان الرجل الذي أسس جبهة الضباب مع ثلة قليلة من الشبان.

في الليل المكسور
يحفظون، بجوعهم وديونهم وسلاحهم الخفيف، ما بقي لنا من شرف

ويحافظون على صورة ناطق التحالف بفرنسيته المكسرة
ويحفظون كرش هادي وشريانه الأخير
ويغرقون وجه صالح والحوثي في الوحل واللعنة الأبدية

وحدن بيبقو
متل زهر البيلسااان

إلهي، لا مزيد من الفقدان

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version