هيئة التحرير في “نيويورك تايمز” تكتب مقالاً افتتاحياً مبجلاً عن القائدة النيوزيل…


هيئة التحرير في “نيويورك تايمز” تكتب مقالاً افتتاحياً مبجلاً عن القائدة النيوزيلاندية ذات ال ٣٨ عاماً التي أبهرت العالم. تتمنى افتتاحية الصحيفة قائداً لأميركا يشبه تلك المرأة العظيمة.
صحف العالم تنوع على جملة واحدة: هكذا فلتكن القيادة.

أما على المستوى الشخصي فبدا لي الأمر هكذا:
الديموقراطية الليبرالية Liberal democracy تسجل انتصاراً “مبهراً” في أقصى الأرض، في لحظة عالمية عصيبة انهارت فيها الديموقراطية الليبرالية إلى ديموقراطيات شعبوية غير ليبرالية في قلب العالم الحر “النمسا، أميركا، إيطاليا”. وأوشكت ديموقراطيات عتيدة في جوهرها الليبرالي أن تسقط في ذلك الدرك: ألمانيا، فرنسا، هولندا، السويد. وتواصل دولة أوتوقراطية متوحشة، الصين، التبشير العالمي بانهيار الديموقراطية الليبرالية ونجاح نموذج “الديكتاتور المستنير”! وينهار شرق أوروبا إلى وادي الديموقراطيات غير الليبرالية، أو الديموقراطية الشعبوية: هنغاريا، بولندا، رومانيا.. في طريقه إلى النموذج الروسي مجدداً.

إن اللحظة النيوزيلاندية التي أبهرت العالم هي البشارة التي تقدمها الديموقراطية الليبرالية، تلك التي تدير مجتمعاتها على أساس التنوع الخلاق، وتخلق أنظمة سياسية تمثيلية تشبه التّيفال “وهو تعبير درجت الصحف الألمانية على استخدامه في وصف ميركل: التي لم يعلق بها فساد، كأطباق التيفال”. لحظة إبهار دائم الفيض، يجسد فيه مشهد “سرب من سائقي الدراجات النارية في نيوزيلاندا يحرس المساجد” أكثر عروضه إثارة وإشراقاً.

هي بشارة رومانسية وصفتها في مداخلة في مؤتمر “عرب المستقبل” في اسطنبول على هذا النحو:

“تلك التي تسمح لك بآداء شعائرك الدينية وأنت تعتقد كل الاعتقاد أنك تمارس طقساً فائق القدسية، بينما أنتظرك أنا في الخارج معتقداً أنك إنما تؤدي طقوساً من السحر الرائع، ثم نذهب معاً لأداء واجب وطني أو نلعب الكرة. إنها اللحظة التي وصفها ميلان كونديرا بالتجاور البديع، الهارموني والتكاملي، بين إيمانك ولاـ إيماني”

وسألت نفسي، على طريقة افتتاحية نيويورك تايمز:
لماذا لا تهبنا الأيام قائداً مثل تلك المرأة؟ وحياة مثل حياة بشر نيوزيلاندا؟

وسرعان ما رأيت ثلاث صور:
المشاط، رئيسا
الزبيدي، رئيسا
هادي، رئيسا

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version