كتّاب

مهمة الكاتب نقل مخاوف الناس والإشارة إلى الخطر، وليس على…


مهمة الكاتب نقل مخاوف الناس والإشارة إلى الخطر، وليس على الكاتب مراعاة معنويات الجيوش و مشاعر الحكومات وحساسية المسؤولين ونرجسية سكنة الأبراج العاجية والبيض الماحق.

ليس من مهام الكاتب أن يكون ميكرفون مسجد يقدم الوعظ، ولا صحيفة رسمية تمجد السلطة، ولا أغنية وطنية تحفز الأرواح الذاوية أو الغائبة، ولا من مهامه أيضا أن يتحول إلى ضابط توجيه معنوي في معسكرات الجيش أو أستاذ تنمية بشرية يرسم قصورا من الوهم.

الكتابة وجع، حزن يفيض من القلوب ويندلق كالدم المهدور في الحرب، وحين يتخلى الكاتب عن وظيفته الأخلاقية يتحول إلى نسخة من خطب المساجد وصحف الحكومة وضجيح المهرجين وسماجة المأجورين.

هل على الكاتب أو الشاعر أن يكترث بالحسابات والحساسيات، هل عليه أن يغض حين يستشعر الكارثة ويشم رائحة الإعصار؟!

الكاتب ليس خبير طلاء يغطي الوسخ بالألوان، وليس كيس قمامة يحمل الخطايا والأخطاء على ظهره، ولا هو مكب نفايات في هامش التاريخ تكب فيه هزائم التافهين وفشل الملوثين.

الكتابة نار في قلب الكاتب وفي جسد الخطيئة، وإشارات مرور في الطريق إلى الحياة يتوجب على كل كاتب أن يضغها في المنحدرات لدواعي السلامة.

إذا كانت الكلمة ستهزم جيشا فلا كان الجيش، وإذا كانت الكلمة ستخذل شعبا فلا كان الكاتب.

بيع الوهم خيانة، والسكوت على الخطأ خيانة، وتجاهل الخطر خيانة، والاستسلام للإملاءات خيانة، والخجل من البكاء خيانة، ولن نخون دموع كلماتنا ونشيج القبور التي ملأها الصمت على الضياع بالجثث، لن نخون الأطراف الصناعية وخيام النازحين وحسرات المنافي وحشرجات الوطن.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى