من اكتر من نص قرن لاكان ف بلدنا كهربا ولاكاسيت وكل القرية…


من اكتر من نص قرن لاكان ف بلدنا كهربا ولاكاسيت وكل القرية فيها اتنين راديو، وكان نجم الطرب هو يوسف شتا، وكان اشهر واحب واغلى من عمرو دياب النهاردة، وكان بييجى بلدنا فى افراح الاثرياء وليالى الاعيان بمعدل شبه شهرى، وكل قرى مركز العياط بتتجمع فى الساحة اللى هايغنى فيها الشيخ يوسف، صحيح كان محمد طه ومتقال قناوى موجودين وبينافسوا الشيخ يوسف، يس كيف بلدنا كان يوسف وبس، وصحيح ظهر فى بلدنا عم صالح ابو جبالى، بس كان تقليد للشيخ يوسف ومادة للدعابة فى افراح الفقراء.
ولسوء حظى كان اخواتى الكبار فى مدرسة العهد المنير الخاصة ف الجيزة، وبينزلوا البلد خميس وجمعة، ودول مش من رواد الشيخ يوسف، كانوا عشاق فيروز، وكان طبيعى انى اعشق فيروز اللى عمرى ماسمعت صوتها واحتقر نجم الرعاع يوسف شتا، فى تعالى طبقى لطفل بيقلد مش بيفهم.
كبرنا شوية ليصبح كتكوت الامير واحمد عدوية هما نجوم الرعاع، وانا سمعت فيروز وعبد الحليم وشادية ونجاة، طب والسيدة وردة ؟ الحقيقة وردة تم تصنيفها ضمن الرعاع باعتبارها فاليجير او بلدى مش لاصحاب الذوق الراقى اللى بيسمعوا فيروز وديميس روسوس، وفرق الابا والمودرن توكنج والاسبانى خوليو، والاعمى ستيف واندر، والصاروخ الالمانى العريان نينا ….. الخ
فى اول التمانينات اللواء عبد العزيز شومان عازم صديقه الامريكانى فى القاهرة، وعزمتهم ع العشا فى الميناهاوس ملتقى النخبة بعد ان خف بريق شبرد، وظهر الشيراتون ايام سامى الزغبى، والميناهاوس ايام عاطف سلطان، قبل مايظهر الواحة.
بنتعشى فى امان الله بس فيه حركة غريبة، سياسيين ووزا ناسى اساميهم، فنانين نعرفهم طبعا زى نيللى وشيريهان وفريد شوقى وسمير غانم والسيدة وردة الجزاءرية والراقصة الصاعدة فيفى عبده، تقريبا كل نجوم مصر داخلين الفندق، خير ياجماعة فيه ايه، قالوا دة سمو الامير ترك بن عبد العزيز عامل حفلة خاصة، طب ممكن نحضر ؟، قالوا الدخول بدعوة خاصة، ازاى الكلام دة، هات لنا مستر عاطف سلطان مدير صالات الحفلات، صحيح ماعرفوش بشكل شخصى، بس بلدياتى وابوه الماذون بتاعنا، وجه عاطف شاب وسيم مهذب وعرفته بنفسى وضيوفى، والراجل بكل شهامة دخل معانا القاعة الخاصة، صحيح قعدنا فى مكان هامشى موازى لستارة المسرح، يعنى شايفين الستارة واللى وراها كمان، ودة كان من حظنا لانهم عرضو شو من بنات روس نص عاريات، وكمان بتتقفل الستارة يقلعوا بلابيص ويغيروا لبسهم، واحنا لاول مرة نشوف الشو الجديد دة، لا وكمان نتفرج عليهم بلابيص لما الستارة تقفل …….
وقامت الراقصة الصاعدة فيفى عبده ترقص، وراحت مقدمة المايك للست وردة الجزاءرية وهى على الترابيزة بتاعتها، وبدات المطربة الشعبية وردة تغنى، وفجاة نسمع صوت جبلى قادم من جبال الجنة بشجن وعذوبة وقوة وجلال وكانها صوت السماء القادم من تحت عرش القدير، ولو اضفنا للصوت جلال اللحن للعظيم الخالد المظلوم المهان المنفى المطرود المفضوح بليغ حمدى، رب الشجن العربى بلامنازع، على اذان شاب شارب نص ازازة فودكا، حسيت انى ف الجنة ومش عايز اللحظة تنتهى، وبمجرد ماخلصت كنت اول واحد يجرى يسلم عليها ويبوس على ايدها بكل تقدير تكفيرا عن رايى الغبى فيها .
دى كانت لحظة تجلى هبة من السماء عشان ابدا افكر بعقلى بدون تقليد حتى لاخواتى، دول افندية مش شبهى، انا فلاح ولازم يبقى لى ذوقى الخاص المرتبط بتراب بلدى، هنا بقت وردة معبرة عنى اكتر من نجاة، وصبحت قصص يوسف شتا ليها مذاق مصرى فريد، وبدات اسمعها باهتمام وكمان بلذة، هنا بدات احترم الذوق الشعبى لانه معبر عن غالبية المصريين، هاحترم حتى شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير، بس هاعتذر ان ودنى مش متعودة عليهم، وكامل الاحترام لاختيارك بدون تعالى مزيف وكانك خواجة من اسطنبول.
زمان عبد الناصر كان غيران من فيروز صوت الله ف الارض، وامر بالبحث عن صوت مصرى ينافسها، وخرجت عفاف راضى بصوتها الدافى الجميل، صحيح فيروز لاينافسها الا عذوبة صوت داوود النبى، ولكنها الغيرة الحميدة والعشق لتراب المحروسة، احنا كمان قررنا نحب ام كلثوم ونحترم محمد طه وسعد الصغير، وحتى مطربنا فى القربة الشيخ صالح ابو جبالى.
اللى بيحبها بيحب نبت طينها من خير ومن بشر ومن فن، واحنا عشاق ترابك يابلدى…….




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version