كتّابمفكرون

“عن موكب المومياوات”…


“عن موكب المومياوات”

كأي مصري صميم لم تؤثر فيه الهويات الكاذبة المستوردة، تابعت بكل الفخر والسعادة موكب المومياوات الملكية.

ها هم ملوك وملكات مصر تبعث من جديد، وتتجول في شوارعها، يصطف الناس لتحيتها، وتطلق لها المدافع، وتقام لها المراسم.

كان البعث عقيدتهم قبل كل الديانات .. ثم تحقق علي أيدي ابنائهم المصريون .. بحثت عن أسماء وصور كل من قاموا بهذا العمل العظيم وتحققت أنهم مصريون من أبناء هذه الأرض الخصبة لم تطالهم الصحوات ولا البداوة ولا اعتادوا الترحال والتنقل بحثا عن الماء والكلأ، بل احتموا بظلالها واقتاتوا من خيرها ليبدعوا ويكرّموا أجدادهم كما اعتاد جدودهم أن يبدعوا.

استدعي المصري أصله وتراثه القديم فكان غالبا علي كل مظاهر الإحتفال وتبينّا كم هو جميل وحضاري، وكم كنّا بحاجة الي هذه العودة لنتلمس ماضينا الذي هو أساس حاضرنا، حاضرنا الحقيقي الذي حاول المغرضون تلويثه والإساءة إليه.

نفضنا الغبار وأذلنا الغمة عن أعيننا وتأكدنا أن كل ما هو حولنا غريب مستورد كاذب وليس بحقيقي.

تطابقت صور المحتفلين مع الرسوم المنقوشة علي جدران آثار قدمائنا فغمرت الفرحة قلوبنا وصحنا نعم هذا هو أنا، أنا الذي حاولوا أن يأخذوه بعيدا، بعيدا الي البادية حيث الجهامة والعبوس وغلظة القلوب، ولكن الأمر لم يستغرق سوي دقائق معدودة ليعود لنفسه من جديد، يعود فخورا يتباهي بجاهه ومكارمه وحسبه ونسبه، الذي استقاه من طين هذا البلد العظيم حيث ولد التاريخ والضمير والإنسانية.

تحية الي المسرح الكبير، ميدان التحرير الذي انطلق منه الضوء الأول قبل عشرة أعوام ليصل الي كل هذه الأضواء المبهرة بالأمس.

وتحية الي كل مصري مبدع إستدعي ماضيه العريق فأبدع بسخاء وروعة لمست قلوبنا وأذهاننا قبل أن تلمسه أعيننا.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى