ما يهم في المقام الأول هو حرية تنقل الأفراد والبضائع والمشاريع….


ما يهم في المقام الأول هو حرية تنقل الأفراد والبضائع والمشاريع.
هذه الحرب الهجينة لا يبدو أن لها ختاما، ولا حتى وجهة. على جانبيها يسقط الملايين في الجوع والشتات. من غير المعقول أن تستمر هذه الحرب العشوائية كما يحلو لها. خمسة أعوام والحوثيون يقاتلون في دمت والسعوديون في باقم والشرعية في نهم. تنتج الحرب وضعا اجتماعيا وإنسانيا كارثيا. هادي لا يتحدث إلى شعبه، لا يقول لهم ماذا أنجزت الحرب وما الذي ستنجزه غدا. لكي تستعيد الشرعية صنعاء سيتطلب الأمر حقبة من السنين. وإذا أراد الحوثي احتلال عدن فعليه أن يقاتل نصف قرن. إعادة دمج مأرب وصنعاء وعدن في دولة واحدة مستقرة سياسيا سيتطلب معجزة تاريخية.
برهنت الحرب اليمنية عن عجزها الشامل، وفقدت أهليتها كأداة قهر. وبصورة ما تحولت إلى جريمة ضد الإنسانية وفقا للتعريف: اعتداء ممنهج ومنظم على حياة الناس وأمنهم.

لدينا ثلاث دول يمنية قائمة، علينا نعترف أن بهذه الحقيقة بشكل مبكر وأن لا تساورنا الضلالات. أسوأ من هذه الحقيقة إنكارها.
ما يهم، في نهاية المطاف، هو حرية انتقال الأفراد بين هذه الدول، وانتقال مشاريعهم. لدى الزبيدي جمهورية في الجنوب، ولدى الحوثي جمهورية إسلامية في الشمال، ولا يخطر ببال هادي مجرد التفكير بزيارة هاتين الدولتين. لماذا لا يعلن الرجلان قيام دولتيهما؟ هي دول قائمة، بأرض وجيش وهوية تزيد أو تقل.

إذا كنت مواطنا من الحديدة، أو من شبوة، فإن ما سيعنيني في هذه الأيام هو أن تبقى بوابات هذه الدول مفتوحة أمامي أثناء بحثي عن الرزق. نريد إنقاذ الجمهورية بإهلاك الجمهور؟

طرحت صيغ كثيرة للسلام ليس من ضمنها:
السماح بقيام ثلاث جمهوريات تعيش جنبا إلى جنب في سلام، تتيح انتقال الأفراد والبضائع دون عراقيل.

كانت ألمانيا أمة في 300 دولة، ثم أمة في 30 دولة، ثم أمة في دولتين، ثم أمة في دولة. هذه مسألة ديناميكية لم تكن قط نهائية، وهي خاضعة لمعادلات زمنية ديناميكية أيضا. سيعالجها الزمن، الزمن وليس الحرب. الحرب لا ترحل دون شروط مرة وقاهرة. إسباغ طابع رومانسي أو رسالي على الحرب، أي حرب، يجعلها فادحة وعدمية.

ماذا تعرفون عن الناس الذين يموتون جوعا في الجبال والصحارى والوديان؟

هل آن أوان الجمهوريات اليمنية السعيدة؟

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version