. ما دفعني إلى كتابة هذا المقال، هو الإنسان الناقم في داخلي على المجتمع المتلون …


الحركة النسوية في الأردن

.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال، هو الإنسان الناقم في داخلي على المجتمع المتلون الذي لا يرى إلا أوجاعه، وينسى من هو أضعف منه.
كنساء، دوماً نطالب بحقوقنا المسلوبة، بدءاً من الحقوق السياسية، وصولاً إلى الحق بالحياة، ونطالب برؤية المرأة كإنسانة، لا كجهاز تناسلي يمشي على الأرض، ولا بد من الحفاظ عليه من عبث العابثين، والذئاب البشرية!
لكن كنساء، هل جربت إحداكن يوماً أن تسأل نفسها، هل نحن ننظر إلى المرأة التي تعمل تحت سطوة مؤسساتنا وبيوتنا، بما يتناسب مع مطالبنا؟ هل نطالب بحقها؟ هل صوتها مسموع بيننا؟

قبل فترة، وضمن مجموعة واتساب أشترك فيها، حدث جدال بيني وبين نساء عديدات، كنت أرى فيهن صورة نساء وزميلات يقفن مع حقوق المرأة. قالت إحداهن: “خدامتي آخذ منها تلفونها، وأعطيها التلفون لما تنام، عشان ما تتكاسل عن شغل البيت، أو تهمله، ومنها يكون عندها دافع تنظف أسرع”، وقالت أخرى: “زين تسوين، وأنا مثلك وصراحة بفضل ما يكون عندهم تلفون، ما تدرين بعد ممكن يصورونا”.
شعرت بخيبة أمل من هذا القيل والقال، والتعامل مع فرد من أفراد العائلة بهذه الصورة! ومع إنسانة تعيش في الغربة، وتعمل تحت مؤسسة امرأة، وأشير هنا إلى البيت على أنه مؤسسة، لأن البيوت القاسية على العاملات، ما هي إلا مؤسسات ظالمة!
صمتت لثوان معدودة، ثم قلت: “مو من حقك. العاملة فرد من أفراد الأسرة أولاً، وثانياً ما حد بالعمل يأخذ تلفوناتنا، وهالإنسانة متغربة تحتاج تكلم أهلها، وإذا تخافون من التصوير ليش تأمنينها على بيتك وعيالك؟”، فتجيب إحداهن بسخرية: “أنا رب العمل، وأنا من يحدد، والخدم ينخاف منهم يا هديل. بطلي مثالية زايدة”. ما دفعني إلى الكتابة تحديداً، هو اتفاق عدد من النساء مع رأيها، إذ المشكلة ليست مع امرأة واحدة، كما أن وصفي “بالمثالية”، يجعلني أتساءل: لماذا حقوق العاملات أصبحت مثالية وإنسانية؟! ولماذا تعامل العاملة تحت بند الرحمة، لا الحقوق؟!

منذ ذلك اليوم، وأنا أفكر كثيراً في العاملات، وما يتعرضن له من سوء معاملة، من النساء والرجال.

طبعاً لا أقول إن الجميع هكذا؛ لكني أشير إلى بعض النسوة اللواتي لا يتجاوبن مع آلام العاملات؛ بل حتى في المخفر، لا تؤخذ الشكاوى من العاملات بجدية، نظراً إلى أنها الحلقة الأضعف في البلاد.

لا بد من تكثيف شرح معاناة العاملة، والحديث عما تتعرض له من سوء، وانتهاكات، من أصحاب الأصوات العالية؛ حتى يصل صوت هذه المرأة المهمشة. هذا المجتمع لا ينظر إلى معاناة العاملة، ولا يطالب بحقوقها، وعادة لا يستمع إليها، ويهمشها… للعاملة حقوق كما لك حقوق.

كتابة: #هديل_الشمري على موقع @raseef22
فيديو: @instasayood

.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال، هو الإنسان الناقم في داخلي على المجتمع المتلون الذي لا يرى إلا أوجاعه، وينسى من هو أضعف منه.
كنساء، دوماً نطالب بحقوقنا المسلوبة، بدءاً من الحقوق السياسية، وصولاً إلى الحق بالحياة، ونطالب برؤية المرأة كإنسانة، لا كجهاز تناسلي يمشي على الأرض، ولا بد من الحفاظ عليه من عبث العابثين، والذئاب البشرية!
لكن كنساء، هل جربت إحداكن يوماً أن تسأل نفسها، هل نحن ننظر إلى المرأة التي تعمل تحت سطوة مؤسساتنا وبيوتنا، بما يتناسب مع مطالبنا؟ هل نطالب بحقها؟ هل صوتها مسموع بيننا؟

قبل فترة، وضمن مجموعة واتساب أشترك فيها، حدث جدال بيني وبين نساء عديدات، كنت أرى فيهن صورة نساء وزميلات يقفن مع حقوق المرأة. قالت إحداهن: “خدامتي آخذ منها تلفونها، وأعطيها التلفون لما تنام، عشان ما تتكاسل عن شغل البيت، أو تهمله، ومنها يكون عندها دافع تنظف أسرع”، وقالت أخرى: “زين تسوين، وأنا مثلك وصراحة بفضل ما يكون عندهم تلفون، ما تدرين بعد ممكن يصورونا”.
شعرت بخيبة أمل من هذا القيل والقال، والتعامل مع فرد من أفراد العائلة بهذه الصورة! ومع إنسانة تعيش في الغربة، وتعمل تحت مؤسسة امرأة، وأشير هنا إلى البيت على أنه مؤسسة، لأن البيوت القاسية على العاملات، ما هي إلا مؤسسات ظالمة!
صمتت لثوان معدودة، ثم قلت: “مو من حقك. العاملة فرد من أفراد الأسرة أولاً، وثانياً ما حد بالعمل يأخذ تلفوناتنا، وهالإنسانة متغربة تحتاج تكلم أهلها، وإذا تخافون من التصوير ليش تأمنينها على بيتك وعيالك؟”، فتجيب إحداهن بسخرية: “أنا رب العمل، وأنا من يحدد، والخدم ينخاف منهم يا هديل. بطلي مثالية زايدة”. ما دفعني إلى الكتابة تحديداً، هو اتفاق عدد من النساء مع رأيها، إذ المشكلة ليست مع امرأة واحدة، كما أن وصفي “بالمثالية”، يجعلني أتساءل: لماذا حقوق العاملات أصبحت مثالية وإنسانية؟! ولماذا تعامل العاملة تحت بند الرحمة، لا الحقوق؟!

منذ ذلك اليوم، وأنا أفكر كثيراً في العاملات، وما يتعرضن له من سوء معاملة، من النساء والرجال.

طبعاً لا أقول إن الجميع هكذا؛ لكني أشير إلى بعض النسوة اللواتي لا يتجاوبن مع آلام العاملات؛ بل حتى في المخفر، لا تؤخذ الشكاوى من العاملات بجدية، نظراً إلى أنها الحلقة الأضعف في البلاد.

لا بد من تكثيف شرح معاناة العاملة، والحديث عما تتعرض له من سوء، وانتهاكات، من أصحاب الأصوات العالية؛ حتى يصل صوت هذه المرأة المهمشة. هذا المجتمع لا ينظر إلى معاناة العاملة، ولا يطالب بحقوقها، وعادة لا يستمع إليها، ويهمشها… للعاملة حقوق كما لك حقوق.

كتابة: #هديل_الشمري على موقع @raseef22
فيديو: @instasayood

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

Exit mobile version