لا يزال هادي هو الرئيس. أما عدن فعملياً صارت العاصمة. لن يستطبع هادي العودة إلى …


لا يزال هادي هو الرئيس. أما عدن فعملياً صارت العاصمة. لن يستطبع هادي العودة إلى صنعاء بعد الآن. ولن تخرج الميليشبا منها في القريب.
وستبقى صنعاء، إذن، مدينة للميليشيا تفرض إرادتها وقوانينها وهيمنتها.
صنعاء لم تعد مدينة لكل اليمنيين، ولا مركزاً لدولة متفق على شروطها.
وعملياً تصبح عدن هي العاصمة ما لم تطرأ دراما أكثر إثارة وحدة.

المدينة التي يفر منها رئيس منتخب،يعتقل فيها رئيس الوزراء، توضع فيها قيادات الأحزاب تحت الإقامة الجبرية
المدينة التي يختطف فيها المرء لأنه عبر عن رأيه، ويوقف فيها مسلح مجهول رجلاً يلبس الميري
المدينة التي لا يفكر رئيس الجمهورية بدخولها مرة أخرى، ويبحث رئيس الوزراء عن طريق للهرب منها
المدينة التي هربت منها السفارات، وتوقف الطيران الدولي عن التحليق في أجوائها

هي مدينة يمكن أن يقال عنها أي شيء، إلا أن تكون عاصمة لكل المدن، ولكل الناس.

وعملياً أصبح لدينا عاصمتان. إحداهما تحتضن رئيساً حاز أكثر من ستة من ملايين صوتاً انتخابياً
وأخرى تحتضن قائداً دينيا يملك ستة ملايين بندقية.

الآن تغيرت قواعد الاشتباك. وعاد الحوثي مرة أخرى زعيماً لمسلحين في شمال الشمال، ونهض جبل سمارة ليحدد معالم الجغرافيا السياسية من جديد.
على أن الحوثي في شمال الشمال ليس سوى مختطف للمجتمع، ولا يمكن التسليم بهيمنته الاجتماعية والأخلاقية، بل الأمنية. والبنادق وحدها لا تصنع التاريخ. نابليون وهتلر مثالان.
الان تتجه كل الاتصالات الدولية إلى عدن، وتتلاشى صنعاء في ظلام الأسطورة الحوثية.
يمكن لمتحمس أن يقول وداعا صنعاء. ويمكن لمتفائل أن يقول أهلاً عدن.
غير أننا لن نخرج من هذا الانشطار العظيم سوى بصلح طائف، الحل اللبناني.

هكذا فيما يبدو.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version