كل عام وأنتم بخير…..


كل عام وأنتم بخير..

في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام خرج ملايين اليمنيين إلى الشوارع وطالبوا النظام السياسي بالتنحي لإتاحة الفرصة لخلق نظام جديد يمثل كل الناس ويخصهم.

حصل النظام على حصانة سياسية تمنع محاكمته على ماضيه، وتشكلت إدارة انتقالية مثل النظام السابق الجزء الأكبر منها. أدمج النظام السابق في الهيئات التي تشكلت بعد انتقال السلطة: الحوار الوطني، لجنة صياغة الدستور. تنبه اليمنيون، وشباب الثورة تحديداً، لمخاطر “الاجتثاث، الاقتلاع” كما حدث في تجارب أخرى، حتى إنهم لم يطالبوا بحل الحزب الحاكم، ولا بتفكيك البرلمان الذي يمثل أغلبيته.

غير أن النظام السابق قرر اللجوء إلى خيار شمشون، كما لوح من قبل مراراً، وهد المعبد على من فيه. جاء بجماعة الحوثي وتحالف معها، ومنحها السلاح والمعلومات والرجال (ثمة تلال من المعلومات النهائية حول هذا الأمر). ولحظة اقتحام صنعاء أعلنت “القوات المسلحة اليمنية”، الحياد التام. أنهى الحوثيون النظام الجمهوري بضربة قاضية، ثم انهالوا على الحليف وقتلوه، ونصبوا عبد الملك الحوثي ملكاً هاشمياً جديداً بعد ثلثي قرن من قيام الجمهورية.

كانت ثورة فبراير مجرد تظاهرة كبيرة، لا أكثر. وكل ما فعلته أنها طالبت بتغيير طبيعة النظام السياسي وإنتاج نظام جديد قابل للبقاء على المدى الطويل، نظام لا يمثل الراعي واجهته التشريعية ولا طميم واجهته الأكاديمية، ولا يعبث بمسألتي التنمية والإرهاب.

امتلكت الجماهير الحق الكامل في المطالبة بنظام جديد، وكانت شجاعة وكفؤة وهي تمارس ذلك الحق. ثم تعرضت للانتقام والغدر. ولأنها طالبت بتحسين حقيقة الجمهورية فقد عوقبت بسحق الجمهورية وتنصيب الملكية.

لم يخذل أحد الجماهير، فهي من خرج، وهي من قاد، وهي من وعد نفسه بنفسه، وهي من تعرض للانتقام.

انهارت الثورة، ولأنها كانت ثورة وطنية تعبر عن كل الناس، تخص كل الناس، فقد أدى انهيارها إلى تفكك الجمهورية.

انهارت الثورة، انهارت الدولة، انهارت الجمهورية، وانتصرت الملكية. هذه هي حقيقة الأعوام الثمانية..

وكانت المعادلة التي وضعها النظام السابق هكذا:

أي مطالبة بإصلاح الجمهورية سنرد عليها بإعادة الملكية.

أصر الشعب على المطالبة بإصلاح الجمهورية
ورد عليه النظام بإعادة الملكية..

المجد لذكرى فبراير، للثورة العظيمة المغدورة

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version