كتب حبيب عبد الرب سروري، الروائي والأكاديمي المرموق:…


كتب حبيب عبد الرب سروري، الروائي والأكاديمي المرموق:

ثلاثة أشهر والعالم أجمع، بكل منظماته الدولية، موافق على ضرب عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية للمليشيات الحوثوفاشية،
مثل موافقته على ضرب العدوان الأمريكي الأوربي لمليشيات داعش.
إذا لم نستوعب حتى اليوم أن داعش والحوثوفاشيون وجهان لنفس الخراب،
وأن الضرب الخارجي لليمن (مثل الضرب الخارجي لداعش) لن يتوقف قبل توقيف العدوان الداخلي والقضاء على مليشياته.
وأنه إذا لم ننجح نحن أولا في تحقيق ذلك،
فسيستمر تدمير اليمن أمامنا حتى آخر شارع وآخر عمارة تاريخية،
وسندفع كل مدن وقرى اليمن ثمنا لعدم مقدرتنا على التمييز بين السبب: (العدوان الداخلي الطائفي الحوثوفاشي الذي أحرق ودمر معظم اليمن: عدن، تعز، ومعظم المناطق اليمنية)،
والنتيجة: (العدوان الخارجي بكل خرائبه وجرائمه المكملة).
لا يوجد في تاريخ البشرية أقذر وأبشع من الحروب، خراب لا يبقي ولا يذر.
مدن كاملة عملاقة، بكل تاريخها وعظمتها، مسحتها الحروب من الوجود (قبل إعادة بنائها) من وارسو في شرق أوربا إلى الهافر في شمال غرب فرنسا.
لا يميز الصاروخ بين كنيسة تاريخية، عمارة تاريخية، أو كوخ ضائع.
طالما لجأت مليشيات الحوثي لعمارات صنعاء القديمة (وهي، كما رأينا جرائم قناصيها ودباباتها منذ ٣ أشهر، قادرة على ذلك) فربما نفقد كل عمارات صنعاء القديمة، مثلما تم دك مدن تاريخية كاملة في كل حرب…
سنبكي كثيرا بالطبع، سنتألم لإضاعة واجهة حضارية وتراث إنساني مع كل عمارة تتهدم في صنعاء القديمة.
لكن دموعنا ترثي في العمق، قبل كل ذلك، ضعفنا الجذري الذي قبل طاغية كصالح لمدة ٣٤ سنة، وعدم مقدرتنا بعد على دحر العدوان الداخلي الحوثوفاشي: سبب كل هذا الخراب والضحايا.
ضعفنا لا حد له في الحقيقة: مهزلة جديدة ستبدأ قريبا اسمها حوار جنيف، تعيد مهزلة مؤتمر الموفمبيك قبل سنتين، وحوار الأردن في ١٩٩٤، بين نفس الموميات التي لا محل لها غير أول زبالة،
من البليد التعيس الرئيس هادي، إلى كل عبيد المخلوع كالبركاني وبن ذغر، مرورا بالإرياني وياسين سعيد نعمان.
مهزلة جنيف ستكرر مجددا كل هزائمنا…
ستتدمر اليمن كثيرا، بانتظار أن يلتف الجميع معا لدحر وهزيمة العدوان الداخلي الحوثوفاشي،
وارسال المجرمَين ضد الانسانية: صالح والحوثي لمحاكمة دولية،
ورمي كل الموميات السياسية بدءاً بهادي، في أول سلة مهملات،
واستبدالها بقوى جديدة تعكس تطلعات ورغبات شباب المقاومة في عدن، تعز، الضالع وكل مناطق اليمن المنكوبة،
وإرادة كل المدنيين في صنعاء وذمار وصعدة وبقية اليمن، الرافضين لمجموع قوى العدوان الداخلي وموميات الخراب…
تعاستنا لا حد لها أيضا: أبشع نظامين دينيين رجعيين في المنطقة، إيران والسعودية، يصفيان حساباتهما بثمن من دم اليمنيين، كما حدث شبه ذلك مرارا في تاريخنا القديم في القرن الرابع والخامس!.

—-

منقول من صفحة البروفيسور سروري

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version