كتّابمفكرون

في السودان إبحث عن (حميدتي)…


في السودان إبحث عن (حميدتي)
محمد حمدان داقلوي وشهرته حميدتي
من قبيلة الرزيقات شرق دارفور، مواليد عام 1975، من اللا شيء والأميّة وعن طريق سرقة القوافل وفرض الإتاوات، تحول من رعي الأغنام الي تجارة المواشي والأراضي وصار له أتباعه وأنفاره (عصابته).
في هذه الأثناء ونظرا لإنشغال الجيش السوداني في حرب جنوب السودان، ومنذ 2003 احتاج البشير إلى قوات مساندة لمكافحة التمرد في دارفور، فأنشأ قوات شعبية من قبل بعض القبائل الموالية للدولة، عرفت بإسم الجنجويد (الجن الذي يحمل سلاحا ويركب حصانا) لمكافحة التمرد، فأرتكبت الكثير من الفظائع وصلت الي حد التطهير العرقي ترتب عليها إعتبار البشير وعدد من قادة الجنجويد مجرمي حرب مطلوبين دوليا.
في 2011 عرض (حميدتي) خدماته علي جهاز المخابرات والأمن الوطني كمتعهد توريد أنفار لقوات الجنجويد فتم تسليحهم وتدريبهم لمدة 4 شهور في معسكرات مختلفة ومنذ 2013 أطلق عليهم إسم (قوات الدعم السريع) وفرضه قائدا لها، بمهمة الحرب ضد المتمردين في دارفور وجنوب كردفان وأعطي رتبة عميد في الجيش السوداني, وتشكلت قيادات هذه القوات من أشقائه وأبناء عمومته وعشيرته، وغض الطرف عن شركات عديدة أنشأت بمعرفة أقاربه وذويه بإسم شركات الجنيد تعمل في أنشطة متعددة مثل الإستثمار والتنقيب عن الذهب والمعادن وتجارة السيارات والحديد والصلب والطرق والسياحة والعقارات وخلافه.
قامت قواته بقتل ما يزيد عن 250 مواطنًا سودانيًا خلال التظاهرات بالخرطوم في سبتمبر 2013،
وفي نوفمبر 2013 وبعد فشل مفاوضات أديس ابابا مع الحركة الشعبية الشمالية، قررت الحكومة سحق التمرد عسكرياً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بحلول صيف 2014، وكلفت قوات (حميدتي) بتلك المهمة حيث عاثت تدميراً وحرقاً للقرى الآمنة، خصوصاً في الأبيض عاصمة الولاية.
في يناير 2017، أجاز البرلمان السوداني قانوناً خاصاً بالقوات يجعلها تابعة للجيش، وترقي (حميدتي) الي رتبة فريق أول، وعين شقيقه اللواء عبد الرحيم حمدان دقلو نائبا له، ووصل حجمها الي ما يزيد عن 45 الف مقاتل،
وأصدر البشير أوامر مستديمة لقوات الدعم السريع بالتدخل لحسم الانفلاتات الأمنية والصراعات.
منذ مارس 2015 تشارك قوات الدعم السريع ممثلة للقوات السودانية بعدد 6000 جندي في عملية عاصفة الحزم باليمن، وصرح (حميدتي) أن 412 جنديًا سودانيًا قد قتلوا في هذه الحرب كشفت تقارير دولية عن أن بعضهم أطفالا لا يتعدوا 14 سنة.
الثورة السودانية:
لم يظهر حميدتي في بداية الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط نظام البشير، ورفض في البداية المشاركة في قمع التظاهرات، وبعد انقلاب القوات المسلّحة بقيادة أحمد عوض بن عوف وعزلها للرئيس السوداني ثم إعلانها تشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين، أصدرَ (حميدتي) بيانًا رفض فيهِ ضمنيا ما جاء به عوض بن عوف، وطالب بوضعِ فترة انتقالية لا تزيد عن ستة شهور كما أصرّ على تشكيل مجلس انتقالي عسكري، مهمته إنقاذ الوضع الاقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتشكيل حكومة مدنية يتم الاتفاق عليها بواسطة القوى السياسية.
تطوّرت الأمور فيما بعد في ظلّ الرفض الشعبي المتزايد لبن عوف الذي اضطرّ بعد أقل من 24 ساعة إلى تمرير رئاسة المجلس الانتقالي لقائد القوات البريّة عبد الفتاح البرهان الذي لقي دعما من (حميدتي) و سرعان ما عين كنائب للبرهان في قيادة المجلس العسكري الانتقالي، وعولت عليه سلطة المجلس العسكري في كبح جماح الإحتجاجات، والسيطرة عليها.
مع تطورات الثورة السودانية خرج (حميدتي) منددا بإعتبار ما يحدث فوضي غير مقبولة, مشيرا الي وجود عناصر مدسوسة بين المتظاهرين المعتصمين وأن مهمة الجيش هي حمايتهم من تلك العناصر، في حين تشير جميع الأصابع الي أن العناصر التي تقتل المتظاهرين وتسرق وتنهب ممتلكات المواطنين، هي عناصر تابعة لقوات الدعم السريع التي يقودها، كان آخرها عندما قامت بمحاولة فض الإعتصام يوم 3 يونيو وأسفرت عن مقتل 14 مواطن وجرح العديد.
خلاصة الأمر أن (حميدتي) يخطط ويتطلع الي قيادة الأمور بحيث تصل به الي دور كبير في المستقبل، في ظل رفض تام له ولقواته من غالبية الشعب السوداني.
#بالعقل_والهداوة


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى