فى السجن كنت دايما واقف بدخن على النضارة ف عنبر 6- النضارة…


فى السجن كنت دايما واقف بدخن على النضارة ف عنبر 6- النضارة هى الفتحة الصغيرة اللى ف باب الزنزانة من فوق- ، قصادى عنبر 9 واحد كل مايشوفنى يصبح عليا: صباحه ياسياسى، أرفع ايدى برد السلام باحتقار وماردش، الواد صوته وحش أوى، مع الوقت عرفت إنه الأسطورة محمد خفاش.!!!
خفاش بينادى الكانتين فورا ييجى أدامه برعب، اتأخر عليه ينادى للظابط والاقى الظابط واقف أدامه بأدب مهما طال الوقت، مين دة يا ترى؟ نزلنا الزيارة ف القفص يوم الخميس، ومستنيين الزوار، وفجأة يخرج أربع شباب من زنزانة تسعة ويهيجوا ف الدور التانى، ويولعوا ف باب زنزانة 7 ، ويقلعوا ملط والكل بيجرى أدامهم العساكر والأمناء وحتى الظابط النوباتشى، ويقفلوا عليهم باب الدور ويسيبوهم طايحين قالعين هايجين، أتاريهم حاولوا يرحلوا خفاش فجأة على سجن تانى وهاج عليهم هو ورجالته، وكانوا السبب فى إلغاء الزيارة بتاعتنا، وفضلنا ف القفص نبص ع الظباط وهى ناقصة تبوس ايد خفاش يرجع الزنزانة وهو رافض لمدة ساعات، لحد ماتعطف عليهم ورجع برجالته، واحنا رجعنا من غير زيارة.!!!
بالليل وقف خفاش ف النضارة وبينادى بصوت عالى يوصل للسجن كله، تخفيض 50 % على أى بضاعة، ستروكس، حشيش، ترامادول، آيس- الآيس سعره 1200 جنيه فى السوق للتذكرة، واللى بيدخل التذكرة بايخد 500 ، وبتتباع بألفين جنيه، ومنتشرة جدا فى السجون- ، وقال أسماء تانية نسيتها، والكل بيسمعه ولاحد من الظباط إتحرك، شوية وجاله ظابط يفاوضه ف السر، وتقريبا رفض كلامه والظابط مشى زعلان، نادى عليه وهو أدامى: ماتزعلش منى ياباشا أنا ليا تلاتين ألف جنيه هالمهم الأول، ومعايا بضاعة ب 100 ألف، يرضيك تخرب بيتى؟.!!
وفضلنا من الخميس للاتنين نتابع العرض المشوق ل خفاش ورجالته وهما بيذلوا الظباط، وينادوا علنا ع المخدرات، ويوميا يقف أدام الزنزانة ظابط أو نائب المأمور يترجاهم يقبلوا الترحيل، وهما رافضين وكأن القرار بإيدهم.
يوم الاتنين الفجر النضارات كلها اتقفلت، وجت قوات خاصة رمت قنبلة دخان ف عنبر 9، والكل خرج فورا والعساكر ع الصفين بالعصى المكهربة، ونزلوا ضرب ف العنبر كله بطريقة وحشية، بس أسعدتنا ف الحقيقة، مش هايبقى شوية صيع يتحكموا ف السجن، ونزلوهم القفص وقلعوهم ” بلابيص”، وكان عرض مشوق ف الحقيقة بنبص عليه بالدور من خرم ف الباب، ومستمتعين بضرب الواد اللى حرق قسم كرداسة ومحمد على المقاول عمل منه بطل، وخفاش اللى كان واثق ان ماحدش يقدر يقرب منه، لدرجة لقيوا تحت الفرشة بتاعته 300 ألف جنيه، وبأكتر من 100 ألف مخدرات.!!!
ورحل صديقى خفاش وماعدش حد يقول لى ” صبح ياسياسى”.!!!
بس برضه خفاش ماكنش هو الأقوى عندنا ف العشرة ونص، كان عندنا الأسطورة ” ججا” بتشديد الجيم التانية، ودة أبوه كان عامل بنا ورا محمد صبحى، وربنا كرمه بتلات ولاد فلحوا، اتنين بقوا تجار مخدرات، والتالت بلطجى، يعنى شغل وحماية منه فيه.!!!
ججا واخوه تاجر المخدرات ع القهوة ف كرداسة، ويدخل عليهم ملازم غشيم، يلاقى معاهم 100 ألف جنيه، ودولاب مخدرات، ججا يضحى عشان أخوه ويقول للبيه الظابط أقبض عليا أنا بالمخدرات، بس سيب أخويا يروح بالفلوس، الظابط العيل يستهين بموازين القوى ويصر يقبض ع الاتنين والفلوس والمخدرات، بكل بساطة ججا يطلع الطبنجة ويضرب الظابط طلقة ف كتفة، ومش بس كدة، دة يصوره وهو مرمى ع الأرض، ويركب فوق منه يشرحه بالبشلة، وبرضه مش بس كدة، دة ينزل فيديو لايف على جروب اسمه ” يحدث فى كرداسة الآن” وينزل مهانة الظابط وجبروت البلطجى اللى فاق ابراهيم الأبيض وخط الصعيد.!!!
الملازم الطايش دة يطلع أبوه لواء شرطة فى الخدمة، راح على قسم كرداسة وقلب الدنيا وبعت قوات قبضت على الواد البلطجى، وياخد نصيبه من الضرب ف القسم، ويتحول على العشرة ونص تمهيدا لقتله……….والعهدة على الراوى.!!!
فى العشرة ونص ينزل ججا ف الدور التالت، وجهة ما تبعت له تلات بلطجية على إنهم مساجين، يقربوا منه ويخدروه ويكتفوه، ويبتدوا يشرحوه من شعر راسه لضفر رجله بالبشلة فى بث حى على الهواء فى جروب ” يحدث فى كرداسة الآن”، والواد يبقى كتلة لحم عايمة فوق بركة دم، ويسيبوه يحتضر ويخرجوا، والسجن يعملها خناقة بين مساجين ويحول ججا للمستشفى.
الواد قوى فعلا وجسمه متقسم عضلات، وهو عمره ماشرب سيجارة ولا داق طعم المخدرات، ربنا سترها معاه وعاش، بس نسيوا ان ججا مش فرد، ججا مؤسسة راسخة وليها رجالة، الرجالة طلعت على البلطجى الكبير اللى شرح جسم ججا، وراحوا حارقين بيته ومراته وابنه، حرقوهم بالحياة، وتتقلب الدنيا ف السجن عندنا ويترحل الأسطورة ججا إلى حيث لانعلم، ونلاقى لواءات شرطة داخلة تفتش العنابر بمافيهم عنبرنا، باعتبار إننا سجن سئ السمعة………………
إحنا؟ دة احنا أشرف سجن ……..


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version