عجز شيكوڤيتش عن السيطرة على مستوى السكر في الدم، فقد كان مصاباً بالنوع الثاني من…


عجز شيكوڤيتش عن السيطرة على مستوى السكر في الدم، فقد كان مصاباً بالنوع الثاني من المرض، تقول قصة نشرتها التايم. وبعد مضي زمن قرر الجراحون بتر واحدة من أصابع قدميه بعد إصابتها بالغانغرين. إلى أن دله بعض الناس على مشروع “غايسنر”. دُشن “غايسنر” في العام ٢٠١٧ في واحدة من المشافي العامة في ولاية بنسيلڤانيا، ويقوم على المبدأ التالي:
اعتبار الطعام جزءاً حيوياً من الصحة لا المتعة، والنظر إليه بوصفه دواء.
حصل شيكوڤيتش على روشته من “مشروع غايسنر” تنظم طريقة غذائه، استندت الروشتة إلى: الفاكهة، الخضار، والأطعمة منخفضة الملح.. أو ما بات يسمى في التوصيات الحديثة: طعام قوس قزح، وما أطلقتُ عليه سابقاً: الطريق إلى الغابة.

خلال وقت قصير هبط السكر التراكمي ل “شيكوڤيتش” من ١٠ إلى ما دون السبعة، من المستوى الحرج إلى المستوى الموصى به لمرضى السكر، وفقد الرجل ما يقرب من ٣٠ كغم. لا زيادة في العلاج، ولا في المعاناة. استطاع، بمساعدة مشروع ما، من السيطرة على غذائه، وكانت تلك هي كلمة السر في حياة شيكوڨيتش. قالت العرب: المعدة بيت الداء.

قبل حوالي العام اشترينا كيلوغراماً من السكر، وقبل شهر فحصنا الكمية المتبقية من “ّذلك الكيلو” فوجدناها تناهز الـ ٨٠٠ غراماً. وسمعت طفلتنا، ذات الخمسة أعوام، تقول: أتمنى أن تصير الشوكولاته طعاماً صحياً وأن لا تفقد، بسبب ذلك، مذاقها.

كنت أقرأ عن سلوك رئيس مركز القلب في مايو كلينيك، المستشفى الأشهر، وكيف يهبش أكياس البطاطا المقلية من أيادي الناس في الطرقات ويلقي بها إلى الزبالة. مع الأيام، وأنت تقف كشاهد عيان على الفتك الرهيب لهذه الأشياء، تتفهم ذلك. بحسب AHA، رابطة أطباء القلب الأميركان، فإن ٤٠٪ من الناس مصابون بارتفاع الكوليسترول في الدهون. منذ أطلقنا التطبيق الطبي وحتى الآن وصلتني عشرات الرسائل من شبان يعانون من ارتفاع في منسوب الكوليسترول، قرر الأطباء، بمخالفة صريحة للوصايا العلمية، علاجهم بالاستاتينس، مخفضات الدهون. منذ ٢٠١٨ انحصر استخدام هذه العلاجات. أي في : Manifeste Gefäß-Erkrankung.. بمعنى: في حالة إصابة الشرايين بدرجة استدعت التدخل، أو Secondary prevention /Sekundäre Prävention
أتحدث هنا كمتخصص في طب وعلاج الشرايين الطرفية، كتخصص ثاني.

قلت في السابق: الغابة هي الحل. وسبق أن أن كتبت عن مديح العفاف، وعلى سبيل الطرفة قلت للأصدقاء: تفاحتي عفافي. قال تقرير حديث إن الطعام الصحي سيكلف المرء، في العالم الثالث، حوالي ٥١٪ من دخله. وحاولت مجلة محترمة ابتكار تعريف للطعام الضار فقالت: هو ذلك الذي يكتب تحته “اشتر واحدة وخذ الأخرى مجاناً”.

في السابق، ونحن نقرأ عن الشعر، قيل لنا إن الخيول التي تركت الصحراء وذهبت لتسكن في المدن قدمت لها العصيدة بدلاً عن الأعلاف. سرعان ما استلذت الخيول هذا الطعام الجديد وأدمنته، ولكنها أصيبت بتسوس في الأسنان وشاخت.

كنت، في النقاشات العلمية، أجادل قائلاً أن البيانات العلمية التي تقول إن المرأة تعيش أكثر من الرجل ٣ـ ٥ أعوام، وفي بعض المناطق: ١٠ أعوام، وأن متوسط الحياة في الدول المتقدمة سيتجاوز الـ ٨٠ عاما .. هي بيانات قديمة اعتمدت في الأساس على متابعة سلم الحياة لمجتمع القرن العشرين، بمقدورنا القول إن نظام الحياة استدار بالكامل. مؤخراً شهدنا Plethora أو دفقاً من البيانات الجديدة: من يجلس أكثر يموت أبدر، قالت دراسة جديدة. وقالت أخرى، ٢٠١٨: انخفضت توقعات الحياة في أميركا ٣ إلى خمسة أعوام عن السابق، وقد تنخفض في الأعوام القادمة.

أتحدث إلى مرضاي، من كبار وصغار السن. يرد كبار السن بحزم: أبداً، لم أدخن قط في حياتي. يقول صغار السن: للأسف، أنا أدخن. يقول كبار السن: أشرب الخمرة مرة في الأسبوع، على الأكثر. يقول صغار السن: أشرب، يمكنك القول إني أشربها. أخبرتني امرأة في ال٩٥ من عمرها، وكانت تضحك كطفلة عندما قلت لها “أنت بطلتي”: لم يكن لدينا طعام، ماذا كنا نأكل في القرن الماضي؟ قطعة من الخبز الأسمر والماء. وقال لي رجل يبلغ من العمر ٩٢ عاماً: انتبهت كثيراً لطعامي، في الحقيقة لم يكن لدينا الكثير منه، ومع ذلك فقد كنت أنظر إليه بعناية.

أما صغار السن فهم على عجلة من أمرهم. أمازح كبار السن، جاداً: ستبلغون المائة وأكثر. ولا يمكنني أن أعد الشبان في سني، ولا نفسي، بتجاوز السبعين عاماً.

ما الذي بمقدورك فعله؟
الكثير. أنظر إلى البياض الذي أمامك: الخبز الأبيض، بكل تنويعاته، الملح، الزيوت، الرز .. حاول أن تسيطر على هذه الفخاخ. الخبز الأبيض والرز هو استفزاز مستمر لخلايا إنتاج السكر. قم تدريجياً بعملية إحلال. الخبز الأبيض ليس مما تنتجه الأرض، بل قطاع الصناعة. لم يعد هو قمح الأرض الذي نعرفه. الأخضر، اعرف الطريق إلى الأخضر: خس، ملفوف، كوسة، جزر، قرنبيط، جرجير، كراث، طماطم .. إلخ. صحتك في المتناول. لا أقصد الصحة، أقصد شيئاً آخر: حياتك.

فالبدار البدار يا عباد الله :) :)

نهاركم سعيد.

مروان.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version