طالب في كلية الطب، جامعة صنعاء، أرسل إلي مشاهداته. بدوري أرسلها إليكم….


طالب في كلية الطب، جامعة صنعاء، أرسل إلي مشاهداته. بدوري أرسلها إليكم.

ــــــ

“في صباح الأربعاء المنصرم .. كنت و زملائي في المستشفى العسكري نمر على موعد مع الدكتور القدير خالد الكحلاني في محاضرة ضمن كورس الجراحة .. و فيما توزعنا على المرضى لنأخذ من كل واحد منهم تفاصيل قصته المرضية لفت انتباهم أن السواد الأعظم من المرضى كانت لمقاتلين أصيبوا إما بأعيرة نارية أو بشظايا جراء الإنفجارات .. المريض الذي توجهت إليه في البداية كان من عمران ، و هو جندي قضى السنوات الأخيرة في أبين يقاتل القاعدة و الدواعش .. انتابني ألم شديد في الخاصرة قبل أن يتم إسعافي إلى عدن و من ثم جلبوني إلى هنا و تقرر أن أخضع لجلسات تفتيت للحصى .. كان ذلك قبل احتلال عدن بأسبوع .. من سيسمع العبارة الأخيرة من الوهلة الأولى سيعتقد أنه في حضرة شيخ طاعن في السن من القرن الماضي أو بمعنى آخر سيخطر على باله الإحتلال البريطاني .. لكن مريضي كان يقصد قوات التحالف و المرتزقة و الدواعش .. كانت حوارات معظم المرضى هناك خانقة .. لإننا أمام جنود مبرمجون و ذوي أدمغة مغسولة بالكامل .. أما المريض الآخر فلقد صعقنا حينما أجابنا ” مهندس ألغام ” .. على سؤالنا عن مهنته .. ثم أردف: أنا طالب لكني عملت في مجال الألغام مؤخرا مع أنصار الله .. كانت إصابته بشظايا في الكلى ناجمة عن إنفجار أربعة ألغام عليهم جراء خطأ ارتكبه أحد تلامذته الذين قضوا نحبهم في الحادثة و هم يزرعون الألغام !! لا يصعب تكهن البلدة أو الطريق التي كانوا يلغمونها إنما يصعب تكهن أي ضمير يعشش في صدور هؤلاء ؟! كانت إحدى زميلاتي قد التقت بذات مهندس الألغام قبلنا بأسبوع و ذكرت كيف حدثها أحد المرضى بنبرة تشي بالفخر و تتوقع من الجميع أن يقفوا إجلالا و تعظيم السلام لهم باعتبارهم أبطالا وطنيين يجازفون بأرواحهم في سبيل قتال الأعداء .. الأعداء المتمثلون بالأطفال و الشباب و النساء و الشيوخ و الطير و الحجر و الأخضر و اليابس في يمننا التعيس .. ياللمرارة!”

ـــ

اليمن يغرق في “ضلال” دامس..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version