صديقي بلال مغرم من قرية المحرس، صبر….


صديقي بلال مغرم من قرية المحرس، صبر.
كنا معاً في القاهرة، هو في الهندسة وأنا في الطب.
لا يتوقف عن الضحك، ولديه دماغ لا يقابل المرء مثله في العادة.
حصل على معدل كبير في الثانوية العامة ولم يكن من أوائل الجمهورية. في التعليم العالي بصنعاء ألقى موظف بملف بلال إلى الأرض، واستفز ذلك الأمر صديقي. التقط بلال أوراقه وقال للموظف:
“أنا راجع القرية بجي لك السنة الجايية وأنا من الأوائل واعلمك الاحترام”

في السنة “الجايية”عاد بلال مغرم إلى التعليم العالي وكان الخامس على الجمهورية. وصارت مدرسته بعد ذلك ثاني أفضل مدرسة في الجمهورية وحققت ريكورد تاريخي في متوسط درجات طلبة الثانوية العامة على مستوى الوطن. قصفت ميليشيا عبدالملك الحوثي المدرسة بالدبابات وقال إعلاميو الحوثي: طهرناها من الدواعش!

واليوم تخوض أسرة بلال، وجيرانه حرباً في صبر ضد المنظمة الإرهابية الحوثية. قصفوا قرية بلال ومدرسته ودور أهله بالمدفعية والكاتيوشا لأنه داعشي. يقاتل الطلبة الشطار الذين تفوقوا في الرياضيات والفيزياء دفاعاً عن أهلهم وأهل الجبل.

يقول بلال إنه لو كان درس مع عبدالملك الحوثي في نفس المدرسة أو الكلية كان بيخلي عبدالملك الحوثي يتحمل له الشنطة والكنادر لآخر السنة.

هذا الصباح كان بلال مطمئناً لقريته. أخبرني وهو يتنفس: الوضع أفضل.
قلت له خبرني عن القرية، عن أمس الليل.قال سأخبرك عن قرية القبلة في الجبل، جبلنا..

وذهب يحكي:

الآن انتهت النساء والعجزة من دفن الشهيد ﺭﺍﺋﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺝ قرية القبلة… منع الحوثيين الرجال من دفنه وتهديد بقتل كل من يشارك وأنهم سوف يقصفون المقبرة بمن فيها..
أكتب لك وانا أشعر بالفخر مما فعله… اتخذ من لحد مقبره مترس له طوال الليل واذاقهم المر…يأتي الموت للحوثي من مكان مجهول قتلى وجرحى افقدهم صوابهم . عجزوا عن اقتحام القريه وفي الصباح الباكر عرفوا مكانه.. جن جنونهم فقصقوه بالار بي جي والقنابل اليدوية

….

اليمني عظيم يا عبدالملك، ولن تهزمه. لن تهزمه مهما جلبت من المرتزقة واللصوص، ولن تفلت منه، لن تنجو أيها المهووس الغبي.

نهاركم سعيد

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version