سؤال يشغلني كلما عدت للقراءة في الموروث الإسلامي …..


سؤال يشغلني كلما عدت للقراءة في الموروث الإسلامي ..
كان ابن تيمية غزير الكتابة، يؤلف المجلدات الضخمة في أشهر قليلة. وفي طريقه يستخدم ترسانة ضخمة من “الحديث النبوي”..
لم أجرِ عملية إحصاء ولكن بمقدوري إطلاق هذا التخمين:
من كل عشرة أحاديث يحيل إليها/ يستند إليها ابن تيمية هناك على الأقل أربعة أحاديث ضعيفة. هذه المشاهدة تضعنا أمام صورة مذهلة: غابة لا حدود لها من الرواية الضعيفة، أي: المنتحلة، أخذت شكل “الدين” في نهاية المطاف، ووضعت صاحبها في درجة شيخ الإسلام.

لا يمكن الاستهانة بالجهد الذي بذله ابن تيمية في التأليف، بالطبع. فقد ترك مكتبة ضخمة أخذت شكل الحقيقة، أي الدين. شخصياً اختبرت عشرات الأحاديث التي صادفتها أثناء قراءتي لابن تيمية، وبحثت عنها لدى الألباني فوجدته يحكم بضعف نسبة منها. ما لفت انتباهي، حقاً، هو أن الألباني لم يتحدث قط حديثاً منفرداً عن “ضعيف ابن تيمية”، كما فعل مع غيره. على سبيل المثال: مع سيد سابق. كما لو أن مدرسة الحديث تخشى إن هي فتحت ذلك الباب فقد تقوض بناء تسكن هي فيه.

وبالرغم من تشدد المدرسة السلفية، مدرسة الحديث، في تدقيق النصوص إلا أن كتب ابن تيمية احتفظت بالجلال والهيبة على مر الأيام، وثمة إحالة سلفية مستدامة إلى فتاوى ابن تيمية بما فيها تلك التي استندت إلى نصوص تقول “مدرسة الحديث” إنها ضعيفة. ففي كتاب “قتال أهل البغي، مجموع الفتاوى” يعنون واحدة من “فتاويه” بجملة: “السلطان ظل الله على الأرض”، الحديث الذي لن يردده السلفيون من بعده لكنهم سيعملون بمضمونه، ويتخذونه مبدأ سياسياً يعززونه بـ”ألف يوم من الجور أصلح من ليلة بلا سلطان”.

لماذا يمتلك كتاب مليء بالروايات الضعيفة قدراً معتبراً من الجلال والمهابة؟

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version