منظمات حقوقية

ريمة بوست | أعين مائية تُثير قلق أهالي الخربة بالسلفية ريمة

ريمة بوست


أعين مائية تُثير قلق أهالي الخربة بالسلفية

ريمة بوست/خاص/فيصل السلفي

ما أن يهطل المطر بغزارة أو يزداد تدفق المياه من العيون النابعة من جدران بعض الغرف، حتى يقوم منصور عبده الحاج(٣٣ عاما)، أحد سكان قرية الخربة بمديرية السلفية_ بإخراج أسرته للمبيت في منزل أحد جيرانه، ورفع أثاث ومفروشات منزله إلى أماكن مرتفعة لا يصل إليها الماء.

في حديث لـ"ريمة بوست"، يقول منصور عبده: "كل صباح نعود من بيت الجيران ونبدأ العمل غرف واخراج الماء من غرف المنزل، ولكننا نخشى من أن تؤثر المياه على جدران المنزل وتتسبب في انهيارها، خاصة مع زيادة تدفقها في موسم الأمطار".

ويضيف أن الماء بدأ يتسرب من هذه الأعين الموجودة في الجدران الملتصقة بالجبل في أحد مواسم الأمطار منذ ما يقارب خمسة أعوام، وما زال الماء يتدفق منها ولكن بدرجات متفاوتة منذ ذلك الحين، وهو ما اضطره إلى عمل ممر لتصريف المياه إلى خارج المنزل، ولكنه لا يفي بالغرض.

في حين تشكو والدته التي تسكن في بيت آخر، من ازدياد تدفق الماء من العين التي تفجرت في غرفتها، خلال هذا الموسم الذي تزامن مع هطول أمطار غزيرة.

تسرب المياه إلى المنازل

رغم أهمية العيون المائية وحاجة الناس إليها إلا أنها أصبحت سببًا في معاناة العديد من الأسر في قرية الخربة بمديرية السلفية، إذ تجبرهم أحيانًا لترك منازلهم أو العمل ليلاً ونهارًا لإخراج الماء من غرف منازلهم التي أصبحت أشبه بخزانات المياه خصوصًا مع موسم الأمطار الأخير والذي كان غزيرا في معظم مناطق ريمة.

منصور أحمد،(٥٥ عاما)، متضرر وأحد ساكني قرية الخربة، يقول أنه خلال الفترات الماضية ساهمت الأعين المائية التي تفجرت من جدران الغرف المحاذية للجبل في توفير احتياج الأسرة من المياه، ولكنها في شهر يونيو المنصرم والذي تزامن مع هطول أمطار غزيرة شكّلت خطرا على المنازل.

ويضيف، أنه يضطر كل ليلة لأخذ أسرته للمبيت في منزل أحد أولاده، نتيجة الرطوبة الشديدة وزيادة تسرب المياه في غرف المنزل، وأن هذه المشكلة فاقمت معاناته، وأشغلته عن أعماله الأخرى.

فيما يؤكد المواطن عبدالله حسن (٥٤ عاما)، أنه كل يوم يقوم بتصريف وإخراج المياه من الغرفتين التي تقعان بجانب منزله، خوفا من ارتفاع منسوبها ووصولها إلى داخل منزله الأساسي، وهو ما يتعبه ويشغله عن القيام بأعماله الأخرى في الزراعة وتوفير احتياجات المنزل.

قلق مجتمعي وآخر طبي

مخاطر عديدة تحيط بالقرية، أبرزها بحسب الأهالي خشيتهم على منازلهم من التهدم بعد أن بذلوا في بناءها الغالي والنفيس، وخوفهم على حياة أسرهم وأطفالهم، وهو ما يشير إليه المواطن منصور أحمد، والذي أبدى تخوّفه على منزله من الانهيار وخوفه على صحة أفراد أسرته من الأمراض والجراثيم والبكتيريا الناتجة عن الرطوبة الشديدة التي يسببها الماء المتسرب إلى الغرف.

في السياق ذاته، يؤكد سياف ناجي، طبيب عام، أن العيش في غرف باردة ترتفع فيها نسبة الرطوبة، يسبب عدة أمراض أبرزها التهاب المفاصل، والروماتيزم، ونزلات البرد. ويضيف أن الرطوبة قد تصبح بؤرة لتجمع الحشرات التي تنقل الأمراض والأوبئة المختلفة بين الأهالي.

المواطن محمد منصور(٢٨ عاما)، كغيره من أهالي القرية، يشكو من تهدم حامية منزله بسبب الماء المتسرب إلى داخل وجوار المنزل. وبالرغم من معرفته بالحل الذي سيساعد في حماية منزله ويخلصه من الماء الذي يتسرب فيه، إلا أن ظروفه المادية الصعبة حالت دون قدرته على توفير الاحتياجات اللازمة لذلك.

ويرى محمد، أنه في حين كانت لديه الامكانيات المادية، فإن الحل الأمثل يكمن في عمل حفريات بجوار جدران المنازل، بحيث تصبح الحفريات في مستوى منخفض عن مستوى جدران، بالإضافة إلى وضع قنوات لتصريف المياه إلى مناطق بعيدة.

في حين يشكو العديد مواطنو قرية الخربة بالسلفية، المتضررين من المياه التي تتسرب كل يوم إلى منازلهم، من عدم حصولهم على أي معونات طارئة تساعدهم في تجاوز مشكلة الأعين المائية التي أجبرت البعض على ترك منازلهم، واللجوء للسكن لدى آخرين، وهو الأمر ما فاقم معاناتهم، وسط ظروف مادية صعبة.

تابعونا على منصاتنا التالية:

https://chat.whatsapp.com/JQrcfzMOhKo3h2y8cH4XwA
-انستقرام:
www.Instagram.com/raimhpost


اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى