مفكرون

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية…


رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية

أَعلم ياسيادة الرئيس أنك لن تطلع على هذه الرسالة حتى لو افترضنا أنها تكتسى أهمية فى ظل الظروف الحساسة التى تمر بها البلاد لأنه مع هذا الافتراض فإن المحيطين بك سوف يحجبونها عنك لسبب بسيط وهى أنها تتعارض مع فلسفة الحكم التى يؤمنون بها.
وارجو أن تعلم أننى من المؤيدين لك والمساندين لحكمك فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر لسبب واحد وهو أنك الدرع الوحيد ضد فكر الهكسوس الجدد الذين يحلمون بأن يسوسوا البلاد بالحديد والنار باسم الإسلام وديننا السمح برىء منهم ومن عقائدهم الشاذة. ومن المؤكد أنك تعلم أنك تحظى بشعبية كبيرة فى البلاد وإن كانت هذه الشعبية قد بدأت تتآكل للأسباب التى سأسعى لطرحها هنا بإيجاز شديد.
لا شك عندى أنكم قد درستم فنون الاستراتيجية فى الكلية الحربية وكيف كان أعظم العباقرة العسكريين من أمثال اسكندر الاكبر ويوليوس قيصر ونابليون يتفادون مواجهة شاملة مع أعدائهم وكانوا يسعون إلى تفتيت صفوف الجيش المعادى على أرض المعركة. وقد خسر نابليون معركة واترلو لأنه لم ينجح فى الفصل بين جيش ولنجتون وجيش بلوخر فاضطر ان يواجه الجيشين معا.
أما فى علم السياسة فإن من أهم مبادىء المواجهة كما شرحها ماكيافيل للأمير الإحجام عن مواجة أكثر من خصم فى وقت واحد. وهناك أمثلة معروفة من محمد على باشا ومن جمال عبد الناصر الذى كان يواجه فلول النظام القديم تارة والشيوعيين تارة أخرى والإخوان تارة ثالثة لكنه لم يكن أبدا حتى وهو فى عز قوته وشعبيته يقدم على مواجهة أكثر من خصم فى نفس التوقيت.
لذلك فإن واجبكم الأول فى هذه الظروف هو تحديد خصمكم الرئيسى الذى يهدد نظام الحكم ويتربص بالوطن، وتعبئة كافة الإمكانيات من اجل القضاء عليه أو تحجيمه. وفى رأيى المتواضع فإن الخصم الحقيقى للحكم الآن هو التيار الدينى المتطرف بكافة أشكاله وهو التيار الذى تحركتم ضده بجسارة فى ٣ يوليو ٢٠١٣.
أما أن نجد أجهزة الدولة فى مواجهة مع التيار الدينى من ناحية وشباب الثورة من ناحية أخرى واليسار المصرى والليبراليين ومنظمات حقوق الإنسان من ناحية ثالثة ثم نفاجأ بعد كل هذا بعملية استعداء للصحفيين ومحاولة تأليب الرأى العام عليهم فهذا بعيد تماما عن كل فنون السياسة وقواعدها. كما أن تأليب الرأى العام على الصحفيين سياسة أثبتت فشلهها وكان حسنى مبارك أول من أطلق مقولة “ هو الصحفى على راسه ريشة؟ “ خلال أزمة قانون حبس الصحفيين التى انتهت بسحب مشروع القانون.
ولأن مواجهة التيار الدينى المتطرف هى مواجهة فكرية وثقافية فإنه لن يخوض هذه المعركة سوى المثقفون والكتاب والصحفيون وهم الذين تصدوا لنظام الإخوان بنجاح وعبأوا الشعب ضده خلال حكم محمد مرسى، وهذا الموقف كفيل بأن يغفر لهم خطاياهم التى أعلم انها كثيرة. ولولا رفض الشعب لنظام الإخوان لما استطعتم سيادتكم القيام بتحرككم البطولى فى ٣ يوليو ٢٠١٣.
لكن ما نراه على أرض الواقع يدل على غير ذلك. فأحكام السجن على المفكرين وأصحاب القلم وترويع الناس بقانون ازدراء الأديان وإطلاق العنان لشيوخ الضلالة وتجار الدين لإرهاب المجتمع باسم تعاليم الإسلام تصب كلها فى خانة دعم التطرف والتعصب.
حدد خصمك الرئيسى ياسيادة الرئيس وركز على كشف أغراضه واحرمه من أدوات الهيمنة على عقول الناس ونشر افكار التطرف والتعصب فى المجتمع باسم الدين وأفسح المجال للذين يحاربون تجار الدين ويضطلعون بتعرية مزاعمهم الباطلة. فقوى التطرف الدينى هى العقبة الأساسية فى سبيل تقدم مصر وازدهارها الذى نتمناه جميعا لأن هذه القوى لا تؤمن بمصر أساسا وتعتبرها ولاية فى الأمة الإسلامية التى يحلمون بإقامتها على أنقاض وطننا الحبيب.
وأتمنى أن يوفقك الله فى مهمتك الشاقة وأن يحيط بك برجال لا يؤمنون بسياسة البطش والجبر وإنما يؤمنون بسياسة المواءمة والعقلانية والتخطيط وتحديد الأولويات.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫37 تعليقات

  1. مقال اكثر من رائع شريف بك ، وقمت بتشيره للجميع ، ولكن هناك معضله رهيبه لم تذكرها سيادتك ، وغالبا سيادتكم تعرفها جيدا بخبرتك الواسعه الا وهى ؛ ان الكاب والعمه ليسوا خصوما على الاطلاق ، بالعكس هم مكملين لبعضهم البغض بل ولا يمكن ان يستغنوا عن بعض ابدا ، هم متحالفين على المستوى الاستراتيجى ولكنهم يختلفوا فقط عند توزيع التورته
    وماالافراج عن الارهابيين فى الفتره السابقه وحبس التنويريين الا دليل قاطع على هذا التزاوج الكاثوليكى بين الكاب والعمه ، وما دعوه الرئيس للازهر ( وهو مصدر الارهاب ) لتجديد الخطاب الدينى الا تمثليه سخيفه لا تنطلى الا على ساذج ، الكاب يعلن الحرب على العمه ظاهريا ، ويتواطوء معه لقمع الشعب واقعيا تماما مثل المثل القائل ؛ يدعو على ابليس امام الناس ويتحالف معه سرا !!
    هذه هى المعضله الحقيقيه ياسيدى ، انه ليست هناك اراده سياسيه حقيقيه للقضاء على الارهاب الدينى
    تحياتى القلبيه Cherif Choubachy

  2. الدولة حددت أولوياتها خلاص يا شريف بك…الدولة عدو لكل من يملك فكر او راى او ررغبة فى التغير…الشباب هم العدو الاول للدولة و ليس التيار الدينى…ما تفعلة الدولة مع شبابها نابع من كره حقيقى عميق دفين…تولد هذا الكره الجارف نتيجة ثورة ٢٥ يناير…اعتقد كل مسؤول فى الدولة انه مُخلد لكن بما انهم كانوا يقفون على ارض هشة ضعيفة كان الإطاحة بهم أكثر سهولة من ركل كره فى مباراة..بعدها ناصبت الدولة العداء للشباب لأنهم سبب فقدانهم للسلطة و السيطره و النفوذ..الشاب فى مصر اكثر خطوره من الارهابى..الدولة تعقد اتفاقات مع الإرهابيين و التيارات الدينية لكنها لا تقوى على فعل ذلك لان الشباب يرغب فى دولة قوية مدنيه فعلا…و بما ان الشباب بعيد كل البعد عن السمع و الطاعة فالنتيجة الطبيعية ان تكرههم الدولة و تطاردهم و تقذف بيهم فى السجون و تشهر بهم..الشباب هو العدو الأخطر و الأوحد لدولة تحكمها هذه العقليات الهمجية اصحاب فكر الخلود على المرتشى و خلود السلطة..مالك عدلى يا شريف بك تم توجيه ثلاث تهم لة..الاولى التحريض على التظاهر..الثانية التحيض على قلب نظام الحكم..الثالثة نشر إشاعات بان تيران و صنافير مصرية..هل رأيت عبث و انحطاط مثل هذا فى كل حياتك الثرية المليئة بالخبرات و التجارب…؟؟؟؟؟!!!!!!
    لا تحمل نفسك فوق طاقتك استاذى و معلمى شريف بك لان سيادة الرئيس لم و لن يسمع الا لمن حولة..لن يسمع الا للأمن و تعليماته..لم و لن يسمع اى صوت معارض ولا حتى على سبيل الدعايه الشخصية..وصلنا لزمن يُتهم فية الناس بالخيانة و الأجرام لمجرد حبهم لتراب الوطن..اذا كنت تملك القدرة سيدى الفاضى على توصيل صوتك لسيادة الرئيس ابلغة أنة سبب صدمة لقطاع كبير جداً من الناس..يا ليتنا كنا الترس حتى تهاب منا الدولة لدرجة ان يدعوهم الرئيس للحوار و الاتطلاع على تحقيقات و هم يرفضون..يا ليتنا كنا اخوان و سلفيين و إرهابيين حتى يعفوا عنا الرئيس و ُخرجنا من السجون و يتركونا أحرار نعبر ان ما نشعر و نحلم بة…كل رئيس لة خرفانة و قطيعة..كل من هو خارج هذا القطيع فهو عدو خائن و مجرم..اعتذارى الشديد للإطالة و تحياتى القلبية شريف بك

  3. ليتها تصل للرئيس ، ولو بالنشر بإحدى الصحف ، مع التعليقات التي أراها مكملة لما قلته وهو رائع لا شك في ذلك ، وإن كنت أظن ان الرئيس لن يتغير ، فالمشكلة بدأت بضرب السنهوري بالحذاء على سلالم المحكمة ، هذا فراق بين الجيش وبين الديمقراطية وأيضاً الليبرالية التي ينشدها المتنورين أمثالك ضد التيارات الرجعية التي ينتمي إليها الرئيس بالضرورة ، فالأزهر ظاهر بقوة في المشهد استاذنا ، أقول هذا بالرغم من إنني مؤمن بفكر ناصر الذي ينتمي لنفس المؤسسة

  4. للاسف السيسى ليس درعا ضد الاخوان والسلفيين والازهريين والسعوديين ولا درعا ضد الربيع العربى المجرم. بل هو جزء من الربيع المجرم وجزء من الازهريين والسعوديين والاخوان والسلفيين. قناعة او نفاقا نظامه يمارس القمع ضد المفكرين وضد العلمانيين وضد المتنورين . وها هو يستغل فرصة خوف الناس من رحيله وتاييد بعض العلمانيين الخونة او المغيبين له فيتمادى وينقض على الاطباء والصحفيين ويبيع الجزر المصرية. انه استاذ فى صناعة الاعداء

  5. الخطر الحقيقي علي الدولة هو عدم تنفيذ الدستور وهو ليس راغبا في ذلك متصورا ان المشروعات التي ينفذها هي التي ستستعيد الدولة ويجب ان يطالب الشعب في تطبيق الدستور الذي اًتي به رئيساً خلاف ذلك لا اًمل في تقدم

  6. هناك فارق كبير جدا بين ان يكون الشعب ضد التيارات الاسلامية بفكرها المتطرف او ان يكون الشعب او حتى النظام ضد تعاليم الدين الإسلامي (اللي هوا دين الدولة بنص الدستور)

  7. كلام جميل، ولكن الحقيقة هى ان الرئيس ليس ضد المثقفين. هم الذين لايريدون ان يطوروا ممارساتهم. والمثال هو حبس ادباء بتهمة اذراء الأديان. فقد هرع المثقفون الى الرئيس يطلبون منه التدخل للإفراج عنهم. قال لهم الرئيس هذا امر سهل ويأكون بطلا فى نظر الكثيرين، ولكن ذلك لن يحل المشكلة، وستتكرر. الحل هو ان تضغطوا على مجلس الشعب ليعدل او يلغى القانون، وانا سأمهره بتوقيعى فورا.

  8. استاذ شريف كل الخصوم الي حضرتك ذكرتهم مع بعض وهدفهم واحد عشان كدةالمواجهة صعبة بس في الاخر بيسقطوا ورا بعض بس اصعبهم التيار الديني لانةتغلغل بدون اي رقيب واحيانا الدولة بتزايد علية ودي المشكلة الحقيقية

  9. أشكرك ..أشكرك…أشكرك…على هذا الرقي في الأسلوب والتحليل وعرض الأسباب وكيفية المعالجة….من كل قلبي وعقلي لك مني التحية…أشكرك.

  10. احسنت فقد وضعت إصبعك علي الجرح ، واضف لذلك ضروره حسن اختياره لمستشاريه السياسين ذو الكفأه وعدم الاعتماد كليه علي مستشاريه الامنين فقط

  11. .. أرى الآن انتفاضة للمثقفين والذين هم فى الأساس سبب المهزلة كما تضمنها خطاب الأستاذ شريف .. مهزلة سيطرة الأسلاميين على عقول المصريين وتوارى دور المثقفين لأكثر من نصف قرن .. أين كانوا ؟؟ على العموم لا داعى الآن لجلد الذات .. ولكن وقد بدأ الأستاذ شريف بإلقاء الحجارة فى المياه الراكدة ومرت اثنى عشر شهرا على مبادرته .. من سانده .. من عضد من موقفه .. من تضامن مع حملته ؟ تركناه ليحاول الطفو لأعلى وحده .. وان نجح وطفا فسنبقى نحن فى القاع غارقون

  12. معك كل الحق يا شريف .. النظرة الشمولية للموقف العام تدعوا الى القلق .. وفتح اكثر من معركة يهدد البلاد ..واعتقد ان المشكلة حالياًتكمن فى تجاوزات الداخلية وتجاوزات النقابة أيضاً .. النقابة اختلفت عن أيامنا ..هناك تيارات قوية داخلها والاخوان لهم دور خفى ولايظهرون حاليا داخل المشهد ..والبعد السياسي غير موجود فى تحركات الداخلية ..و..ربنا يستر على البلد وتعدى الأزمة بمعجزة ..
    هل عندك الحل ؟؟

  13. موقف السيسي غامض …ومليئ بالثغرات….لسكوته عن كشف الحقائق…ومبرراتها….الإشارة منك الي فتح كثير من الجبهات في ساحة الحرب المصرية حقيقة غريبة من رجل عسكري ومخابرات….رسالتك جريئة في كشف الداء….

  14. بصراحة انا مصدومه، يعني كل الي حاصل في البلد ده اوك و الرسالة الي بتوجها للسيسي علشان (انت لخصتها حسب قولك) la lutte contre le voile يعني كل الي تاعبك في الحياة هو الحجاب، كل المشاكل الي في مصر فيها دلوقتي سببها التيار الديني مع ان الاخوان مرميين في السجون و خايفين يفتحوا بقهم زيهم زي الصحفيين…. للاسف je suis déçue بقولهالك بالفرنساوس علشان شغفك باللغة و الثقافة الفرنسية

  15. ياستاذ شريف المثقفون والنخبة تواروا تماما عند دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني ولم يسمع احد منهم كانت فرصة للحرب ولكنهم كانوا جبناء . وكان اسلام البحيري وحيدا في الساحة

  16. عزيزي الاستاذ شريف، إلي فترة قريبة كنت مثلك عندي أمل أن يستمع الرئيس السيسي لمن ينصحون بالإهتمام بصنع سياسة رشيدة لا يكون ذراعها الوحيد هو القبضة الأمنية، والإستعانة بمستشارين متخصصين علي قدر كبير من القدرة والوطنية، والانفتاح علي القوي المدنية والشبابية الكثيرة المخلصة في مصر وإدارة دفة الأمور بشفافية ومشاركة شعبية وطنية واسعة، وعدم الإستماع فقط للأنصار والمتحلقين دائماً حول السلطة، وتصورت أنه بعد وقوع عدة أخطاء جسيمة أن الوقت قد حان لسياسة الإستماع والمشاركة ولكنني بمتابعتي لما يحدث استنتجت آسفاً أن النظام قد فقد القدرة علي الإستماع للأخرين بينما يطالب الجميع بالسمع والطاعة بلا مناقشة، ومن المحزن رؤية ممارسات أمنية هي نسخة من ممارسات العهود السابقة، ولذلك فأكاد أثق أن رسالتك القيمة لن تصل إلي سمع أحد، وكم أرجو أن يتغير هذا الوضع ولكن التعلق بالأمل حين يطول بلا طائل يصبح ضرباً من السذاجة، مع تحياتي.

  17. مع كل احترامي واتفاقي معاك في بعض النقاط الا أني اري ان التيار الديني اثبت انه اكثر التيارات شعبية ويعمل علي الارض بغض النظر عن الأسباب وبالتالي محاربته وابادته ليست الحل
    اتفق مع سيادتك علي مواجهة التطرّف التي في رأي المتواضع حلها هو التعليم اولا
    محدش هيمشي او هيختفي محدش هيخلص محدش هيخدها لوحده الأعوج ودول كتير والعدل كلنا اعدين فيها ،هذا ارثنا ويجب التعامل معه اولا تقبل الاخر كل الاخر ( البلطجية لان تقريبا نسبتهم بقة كبيرة ، الإسلاميين لان نسبتهم كبيرة ، العسكر باديهم مؤسسات الدولة ولا يمكن تبديلهم في الوقت الحالي ، الثوار ودول قليلين بس تأثيرهم اكبر نظرا لعدم وجود مصلحة وهما الطبقة الواعية وهم قادة المستقبل

  18. There are many ways to get high quality backlinks. One way is to post a guest post on Vhearts blog .
    Guest posts are great for getting high quality backlinks because they provide the opportunity for you to reach out to people who might not be aware of your company and brand.
    You can also use guest posts as an opportunity for SEO. Guest posts can be used as a way of getting links from Vhearts which can help boost your rankings in search engines.
    [url]https://bit.ly/3Rzvo6B[/url]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى