ردًا على البوست المُضحِك المُـنتشـر بخصوص أن…


ردًا على البوست المُضحِك المُـنتشـر بخصوص أن
(السيد المسيح كان مُسلمًا)!!

– أحبائي المُسلمين، السيد المسيح له كل المجد ليس مُقتصرًا على المسيحيين وحدهم ؛ بل هو كما قيل عنه في الإنجيل المقدس: (مُخلص العالم)، وكما نصلي أيضًا في صلواتنا ونُخاطبه بـ(يا مُحب البشر) أي محب جميع البشر دون تفرقة أو عنصرية أو تمييز حاشا، فهو أتى لخلاص جميع الناس من كل العالم وليس لـفئة بعينها، فـمن قبله وآمن به وبخلاصه وعمله أعطاه خلاص مجاني وحياة أبدية، ومن لم يؤمن به ليست له حياة أبدية لأن لا يوجد خلاص ونجاة إلا به حسب ما ورد في إنجيلنا الذي هو بمثابة دستور لنا وبه بشارات ورسالات مفرحة يُعلن لنا الله فيها علامة خلاصنا باسمه وليس باسم آخر غيره، فقد حزرنا ألا نتبع غيره لئلا نُضل.

– في الحقيقة لا أعرف الهدف الخفي من وراء كتابة مثل هذه البوستات التي لا تُسببب إلا الفتنة والإستفزاز والغضب للمسيحيـين، فمن البديهي والمعروف أننا مسيحيين لأننا نتبع المسيح، وكل من تبع المسيح صار مسيحيًا، فمن أين أتى صاحب هذا البوست بأن السيد المسيح الذي هو في الأساس أتى لليهود كان مُسلمًا؟، كتابي مثل هذه التفاهات لا يُمكن أن يكون عندهم ذرة من العقل والمنطق، فأي عاقل يقبل بهذا الكلام الأحمق والجاهل؟!

– السيد المسيح الحقيقي هو الذي يتبعه المسيحيين، فهو أعلن لنا عن ذاته ومجده ومعجزاته وإقامته للموتى، قبل مجيء الإسلام بقرون من الزمن، والإنجيل لم يترك شيئًا إلا وأخبرنا به، فنحن نعرفه جيدًا وهو يعرفنا أيضًا، ولا نقبل من أحد أن يفتري ويكذب عليه لهدف أو لآخر، فإن أتانا أحد ويقول لنا عن مسيح جديد آخر غير مسيحنا كلمة الله المُتجسد، سنقول له إن أردت أنت أن تتبعه فمبارك عليك، ولكن سأعتذر لك وأقول: هذا المسيح لا يلزمني ولا أريده، فلا أقبل إلا المسيح الذي أتى لخلاصي ونجاتي وأشعر بوجوده الدائم معي وعمله في حياتي، وفي تلك الحالتين لا يجب علينا إلا إحترام مُعتقدات وأفكار بعضنا بعض، بدلًا من الحشرية والبرود الديني وفرض وجهة نظرك علينا أو فرض وجهة نظرنا عليك، هذا بمنتهى المحبة والسلام.

– السيد المسيح كان مُسلمًا؟
بالمعنى الإصطلاحي نعم، بالمعنى العقيدي لا.
فأعرف أن المُسلم هو من سَلم، والتاريخ لم يذكر إنسانًا عاش مُسالمًا مثل مسيحنا القدوس، فلم يرفع سيفًا في يوم على أحد، ولم يشته إمرأة، ولم ينهب ويخرب ويأخذ ما ليس بحقه، ولم يفعل الشر أبدًا، ولم يفعل خطية في حياته ؛ بل كل الذي عمله هو نشر المحبة والسلام والتعاليم السماوية السامية، فلم يفرض رسالته بالقوة والإجبار، بل بقوة الكلمة ومفعولها المؤثر على من يسمعها، هذا من الجانب الإصطلاحي، أما من الجانب العقيدي، فيكذب ويضل من يقول إنه كان مُسلمًا بمعنى أنه خبّر وبشر بمجيء نبي إسمه أحمد كما كان يدعي البعض كذبًا، هذا ليس موجودًا في إنجيلنا، ولم يقدر أن يثبت أحد ما أدعاه، فإن أرادوا أن يعرفوا ماذا قال السيد المسيح عن كل من سيأتي بعده فليقرأوا الإنجيل ليعرفوا بأنفسهم.

– كل ما جاء في القرآن الكريم عن عيسى، من المؤكد أنه لا يخص الإيمان المسيحي بأي صلة، فنحن لا نعرف إلا المسيح يسوع المخلص كلمة الله المتجسد، وما جاء بالقرآن هو ليس من عقيدتنا، ربما كانت بدع وهرطقات حول المسيح ومن المؤكد أيضًا أن الكنيسة حرمتها ولم تقبلها، المسيح عندنا إله تجسد لأجل خلاصنا، وعندكم نبي ورسول من عند الله فقط، أنا لا أصدق إلا مسيحي القدوس وإنجيلي، وأنتم لا تصدقوا إلا ما أتى في قرآنكم، وعلينا نحن أن نتقبل ونحترم معتقدات بعضنا دون التدخل فيها والتكلم عنها بغير علم، هذا ما نتمناه أن نعيش معًا بسلام بعيدًا عن أي صراعات وفتن.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version