خلال شهور الحرب الأوكرانية الروسية تمكن الأوكرانيون من اعتراض آلاف المكالمات. حص…


خلال شهور الحرب الأوكرانية الروسية تمكن الأوكرانيون من اعتراض آلاف المكالمات. حصلت نيويورك تايمز على التسجيلات وأخذت وقتا كافيا من أجل فحص المواد، للتأكد من صحتها. ثم قامت بنشرها. أمور مروعة تجري داخل الجيش الروسي. لأول مرة يحذر رجال بوتين على التلفزيون الرسمي من مصير مشابه لما جرى في العام ١٩٠٥م. آنذاك كان القيصر الروسي واثقا من قدرة بلاده على دحر اليابانيين، غير أن المعركة أخذت نهاية مرة بالنسبة له. ثار الجيش الروسي ضد قادته، وكانت الأسباب بسيطة وجوهرية: حتى الطعام الذي يصلهم كان مليئا بالديدان. ثارت أولا السفينة بوتمكين، تفاعلت الثورة وأدت إلى إخضاع القيصر على إثر خسارته للحرب. يصف تروتسكي تلك الثورة قائلا: كانت البروڤا الأخيرة قبل ثورة أكتوبر ١٩١٧. ليهرب من الفضيحة والثورة معا أقر القيصر الروسي النظام الديموقراطي القائم على التعددية الحزبية، ولكن العطب الذي أصاب بلاده كان قد بلغ العظم، وهذا ما أدركه لينين وجماعته. يتذكر مثقفو بوتين تلك الأيام وصاروا يعبرون علانية عن مخاوفهم العميقة. هذا ما ذكرتنا به أيضا صحيفة الديلي ميل هذا الصباح.

من تسجيلات الجنود الروس في أوكرانيا:

Nikita, to his mother: ‘Sixty per cent of the regiment is gone already.’
يهاتف نيكيتا أمه: ستون في المائة من الفوج الذي أعمل فيه قضي عليه بالفعل.

Yevgeny, to his partner: ‘No one is left from my Kostroma regiment.’
يقول يفجيني لرفيقه على الخط: لقد تم القضاء على فوج كوستروما الذي أقاتل فيه ولم يتبق سواي.

Sergey, to his mother: ‘There were 400 paratroopers. And only 38 survived … because our commanders sent soldiers to the slaughter.’
سيرجي يهاتف أمه: كان هناك ٤٠٠ من المظليين، قتلوا جميعهم عدا ٣٨. لقد أرسلنا الجنرالات إلى حتفنا.

Sergey to his girlfriend, explaining why they’d shot their captives in Bucha rather than keep them as prisoners: ‘We would have had to feed them, and we don’t have enough food ourselves.’
سيرجي يهاتف صديقته شارحا لها لماذا قتلوا الأسرى في بوتشا: إذا أبقينا عليهم فسيكون عليهم إطعامهم، ونحن أنفسنا لا نجد الطعام.

يمكننا القول أن العالم كان بحاجة لمشاهدة هذه الدراما المخيفة، كي يأخذ الديكتاتوريون الحمقى درسا لبضعة أعوام. الحقيقة أن بوتين ليس هو المخيف، بل الحمقى الذين يهتفون باسمه بمختلف الألسن.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version