مفكرون

حسين الوادعي | عندما قال الشيخ محمد عبده أنه رأى في أوروبا "إـ///ــلاما

عندما قال الشيخ محمد عبده أنه رأى في أوروبا "إـ///ــلاما بلا مـ///ــلمين"، إن صحت نسبتها له، فقصده كان مختلفا.
كان يريد إقناع المـ///ــلمين أن لا تعارض بين الإـ///ــلام والحضارة الحديثة، وكان يسعى لتحفيزهم ليتبنوا قيم الحضارة الغربية الحديثة بلا خوف.
بل أجزم انه لم يكن ابدا يؤمن في داخله ان ما رآه في أوروبا اـ///ــلام إلا من باب التقريب والتحفيز.
لكن الكلمة قادت اللاحقين في طريق أبعد مما يكون عن مقصد الأستاذ الإمام.
بدلا من التفاعل الشجاع مع الحضارة، ظن اللاحقون والتابعون أن الإـ///ــلام يحتوي فعلا على كل القيم الإيجابية، وأن كل ما هو إيجابي في ثقافة العصر موجود في الإـ///ــلام لا يحتاج أكثر من البحث والتنقيب في النص.
خلقت هذه العبارة/الفكرة فجوة بين المـ///ــلمين وعصرهم. باعدت بينهم وبين العالم بدل ان تقربهم منه. حولتهم الى دروايش موهومين يبحثون عن كل شيء في النص. ابعدتهم أكثر عن رياح العصر وروحه.
أعطت المتخلف وهم التفوق على المتقدم، وزرعت داخل الأجوف وهم الامتلاء.
لم يكن ما رآه محمد عبده في أوروبا إـ///ــلاما بل حضارة جديدة متمردة على السلطات والقيود والماورائيات. حضارة تفصلها عن الاـ///ــلام والأديان مسافات هائلة. بل ان ما يفصلها عن الإـ///ــلام أعمق وأبعد مما يفصلها عن المسيحية واليهودية والأديان التي مرت بمرحلة الإصلاح الديني.

على تويتر
[elementor-template id=”108″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى