أنت كفتاة في محيط جديد كالجامعة قد تكون نظراتك الوردية لكل شيء هي أكبر خدعة تعتقديها، وظنِك المستمر بأنك وأخيراً مستقلة بعيداً عن قوانين الأهل وإصرارهم المصاحب لكلمة (لمصلحتِك) هي خدعة كبرى تنطح ما قبلها،
وعيونك اللامعة وابتسامتك التي لا تفارق وجهك وشعورك بالألفة اتجاه كل من حولك غرباء كانوا أم أصدقاء، وبحثك عن جماعة من الأصدقاء لتضمك؛ عندما تجديهم سترتمين في أحضانهم وتخبريهم بما أنت، وتخلعين كل الأقنعة بعفوية وسلاسة وسط الذئاب المقنعة، وابتسامات طفولية وتحركات فراشية
فالكل يرغب في الاستغلال وممارسة عقده النفسية عليك كأنها هواية مفضلة للكل الآن، فيظهر لك شخص يقول بأنه منقذ لينتشلك من هذه الدائرة إلى الجحيم، لأنه يظن بأنه مكان آمن وأنه سيحفظك عن كل الأعين.
تلتصق بظهرك كلمات مهينة شرسة كطلقات رصاص تصيبك،
ظننتي بأن الطلقات كانت ملكهم، ولكن المسدس كان ملكه هو.
أصبحت تسيرين في الطرقات وحيدة وكل الأنوار المضيئة تحترق والدموع تسلخ خديك من حموضتها.
يشتكي كل من حولك من صوتك العالي، وترددات صرخاتك تهتز لها حوائط غرفتك.
يظن الكل بأنك صاحبة المسدس والطلقات، ولكنك عندما دافعت عن نفسك، لم تسلمي من ظنونهم التي يتخللها السواد كبقع الحبر المتساقطة في وعاء من الماء، ولا من شره هو.
محاولًا ان يغير من حمضك النووي، من أصلك وهويتك، ومن أنت
أن يعيد برمجتك
ولكنك تقاومين
فيجرحك جراح عميقة ويضغط على جروحك القديمة التي تجلط فيها الدماء بقوة
فتزيد آلامك وتتعالى أصوات أنينك المكتومة
تريدين أن تتكلمي
تبحثين عن صديق يستمع لك
ولكن كل من حولك كان أفخاخ
فلا تجدين الهداية
أصبحت على مقربة من نهاية الطريق واقتربت الهاوية
تنظرين إلى المرآة لتتفحصي ما أنت عليه
فترين مسخاً
فتنكسر المرآة من قوة صدمتك
تخبرين روحك بان تنتظر قليلا وأنك ستجدين حلًا
تركعين لله في صمت ودموع مليئة بالخشوع للرب تتساقط،
تحكين له عن آلامك وتطلبين منه أن يبعد عنك الشرور، وأنك على حافة الهاوية وأنك تخشين السقوط.
تنظرين له ثم تخفضين رأسك ويختل توازنك، وتسقطين ولكن الملائكة لم تتركك فقد حملتك بأجنحتها إلى بر الأمان ونفخ الله في صورتك وأعطاك قوة في روحك، فاستدعيتيه وخلعتي قناعه، فرأيت الشيطان الأكبر والمسخ الأخطر ، وبطعنة من خنجر ملئ بالإيمان وقوة من الله تلاشى.
ثم ولدت من جديد ، لقد ولدت من مخاض التجربة
فأصبحت أقوى وأشرس.
أنت أيتها الناجية!
قفي في صفوف المحاربين
كونك فتاة في هذا المجتمع، تكتب عليك الحياة المقاومة والحرب من المحيا إلى الممات
وإلا ستسقطين بين ذراعي الهاوية
وإن ضعفت وفقدت القدرة على المقاومة، سناسندك ونقف بجانبك وندعمك، لأن هذا ما يفعله المحاربون.
#مريم_مصطفى
#النسوية
على السوشل ميديا
[elementor-template id=”530″]
