كتّاب

مُعايداتنا الدينية لبعضـنا أمر طبيعي وبديهي أن يحدث بين…


مُعايداتنا الدينية لبعضـنا أمر طبيعي وبديهي أن يحدث بين أشقاء يعيشون في وطنٍ واحد، هذه مبادئ ألف باء مواطنة، ولا تنقص من إيمانك شيء أو تُخرجِك من الدين مثلًا، فأنا أشاركك التهنئة بعيدك ؛ لأني أفرح لفرح أخي، وهذا نابعًا من حبي لك دون النظر إلي أي جوانب أخرى، وأهنئك من باب التعايش والسلام وليس من باب الإيمان والإعتقاد، فليس معنى تهنئتي لك بمولد النبي إني أصبحت مؤمنًا به، أو تهنئتي لك بحلول شهر رمضان إني صرتُ مؤمنًا بالقرآن الكريم لأن فيه ” ليلة القدر ” ، والعكس صحيح أيضًا فليس معنى تهنئتك لي بعيد الميلاد المجيد إنك صرتُ مؤمنًا بتجسد كلمة الله، أو تهنئتك لي بعيد القيامة إنك صرتُ مؤمنًا بقيامة المسيح الذي هو ضد ما تؤمن به، ومُعايدة المُختلف عن ما أؤمن وأعتقد به هذا هو قمة الإيمان وأعلى درجاته، لأن الذي لا يُهنئ الآخر بحجة أنه مُخالف لدينه فهذا دينه وإيمانه هش وضعيف، ولا نسلم في كل مرة تحل علينا أي مُناسبة دينية بالفتاوي والآراء والتحليل والتحريم التي تُعكر فرحتنا بالأحتفال وتزرع فينا الفرقة والكراهية، فهل رأى منكم رجل دين مسيحي يمنع أو يفتي بعدم جواز التهنئة بأعياد المُسلمين؟ لأن ذلك يُعتبر إقرار وإيمان بكفرهم وضلالهم وإيمانهم الخاطئ كما كان يقال لنا وعلينا، لا يُمكن ولم ولن يحدث أبدًا، لأن الإيمان في القلب ثابت ولن يتزعزع بمجرد كلمة تهنئة تُفرّح أخي وصديقي إلخ..

البديهيات لا تتكلموا فيها، أتركونا نعيش بفطرتنا الطيبة السليمة ولا تخلقوا بيننا الفتن والكراهية…

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى