المعجزات الأسطورية…


المعجزات الأسطورية
“2”
وبعد أن إعتمد يسوع ذهب إلى الصحراء لكى يجربه إبليس، ولاندرى نحن السبب فى ذلك ولكن هكذا يقول الكتاب المقدس، واستعدادا لهذه التجربة يصوم يسوع أربعين يوما وليلة متواصلة- طبعا فهو إله- ولكنه جاع أخيرا- ومعه حق فهو بشرى- وهنا سنحت الفرصة لإبليس اللعين، فطلب من الرب أن يسجد له فى مقابل أن يعطيه كل ممالك الدنيا، ولا ندرى نحن كيف يتجرأ إبليس ويطلب من الرب السجود له، ولا ندرى كيف يسمح الرب لمخلوق من مخلوقاته أن يجربه، ولا ندرى أخيرا كيف يمكن للعين أن يملك كل ممالك الأرض لكى يعطيها ليسوع الرب، ولكن الرب يسوع يرفض هذا العرض المغرى بإباء وشمم، فهو يتمسك بمبادئه حتى وهو يكاد يموت من الجوع، فالأرباب كما نعلم جميعا تتميز عن البشر الفانين بأن لها مبادئ تسير على هديها، ومن أولى هذه المبادئ على ما نعتقد أن لا تسجد الآلهة للمخلوقات، بل المفترض أن لا يخطر على بال مخلوق أن يطلب من خالقه السجود له، ولكنه الغرور الإبليسى يا عزيزى المؤمن.
وهكذا ينتصر الإله الإبن على الشيطان الرجيم فى هذه الموقعة المصيرية، لنحمد نحن الإله على صموده أمام الإغراءات الشيطانية، فتخيل شفاك الله لو أن الإله قد سجد للشيطان وأتاح له الفرصة لينتصر عليه مرة أخرى- المرة الأولى كانت مع آدم- فكيف كانت ستصبح الدنيا لو وافق الإله تحت ضغط جوع بطنه على السجود لإبليس؟
وهكذا إنتصر الإله الإبن على الشيطان الرجيم وانتقم لهزيمة الإله الأب أمام الشيطان فى موقعة آدم المأساوية، ومن ثم ينجح الإله الإبن فيما فشل فيه الإله الأب، وهو ما يعد مؤشرا على مكانة الآلهة الجديدة فى ظل الديانة المسيحية المبجلة، ولسوء حظنا أننا لم نحضر هذه القمة الصحراوية لنرى الإله واقفا أمام الشيطان ندا بند، بل وينتصر عليه أيضا فى الختام، إنها والله معجزة أعظم من معجزة نوم يونس فى أحشاء الحوت، أو شق موسى للبحر، وأعظم أيضا من أى معجزة ميثيولوجية أخرى، وماعليك إلا الإيمان بوقوعها حتى تثق فى ربك يسوع المنتصر على الشيطان وتبدأ فى قراءة الإنجيل المقدس بحسن نية مسبقة.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version