الله يخرب بيتك وبيت أمك يافاروق…


الله يخرب بيتك وبيت أمك يافاروق
فى صيف حار جدا سنة 1946، كانت الملكية المصرية قد وصلت الى درجة غير مسبوقة من الترهل وسخط الناس عليها، فقد شهدت البلاد ثورة شعبية قادها الطلاب والعمال فتحت السلطات فيها كوبرى عباس على المتظاهرين فغرق العديد منهم فى النيل، والملك فاروق قد خسر رهانه على هتلر والنازية وبات محتقرا من الإنجليز، والبيت الملكى يتفسخ فالملكة نازلى قد خرجت يائسة من مصر فى رحلة اللا عودة مصطحبة مجوهراتها وأموالها وبنتيها فايقة وفتحية، وخاصة بعد موت حبيبها وزوجها احمد حسنين باشا فى مطلع العام فى حادثة سيارة على كوبرى قصر النيل، والانفصال بات وشيكا بين الملك والملكة فريدة الطيبة المحبوبة التى لم تنجب لفاروق ولى العهد وطالما احتجت ودبت بينهما الخلافات بسبب نزقة ورعونته، ولم يعد فاروق الملك الوسيم المحبوب فراح يسمن ويترهل، ويقضى لياليه على موائد القمار محاطا ببطانة من “الصيع” الإيطاليين اعتبرهم اصفياؤه وأخلاؤه،
المهم رغم كل هدا سعى الملك للتقرب للناس وخطب ودهم بإعلانه عن انتوائه صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر .. وكان من الطبيعى أن تنقل صلاة الجمعة التى يحضرها الملك فى الأزهر على الهواء عبر الإداعة المصرية، فسبقت سيارة البث المباشر، قبل وصول الملك طبعا، إلى أمام الجامع بتوصيلاتها وأسلاكها و”مايكاتها”، وعلى منصة خشبية منصوب عليها المايك وقف كروان الإداعة “محمد فتحى” تحت قيظ الظهيرة الحارق محتميا من أشعتها بورقة صحيفة ليقول: أيها المستمعون الكرام .. نحن الآن فى انتظار الطلة البهية لملكنا المحبوب فاروق الأول ملك مصر والسودان ملكنا المفدى الدى…. ويمر الوقت قاسيا ولا يطل الملك، فيغلق المديع المايك ليقول: ناولنى يابنى كباية مية ساقعة، .. ثم يفتح المايك ليقول: لقد شهدت بلادنا فى عهد الفاروق رخاءا غير مسبوق ولا شك ان انظار شعبنا تتطلع إلى أعمله بكل الحب والأمل…. فعلى يدى الملك …ولا يصل الملك فيغلق المايك ليقول: وبعدين فى اليوم الأغبر ده، ثم يفتح المايك ويواصل: ولا شك أن مليكنا المحبوب يحرص على أن يظل وسط أفراد شعبه فى أفراحهم وأتراحهم، وهو بلا شك … ولا يصل الملك بعد ويبدوا أن الرجل قد استوى تحت الشمس، فضغط على المايك وهو يصيح غاضبا: ” الله يخرب بيتك وبيت أمك يافاروق” .. ولكن من فرط عصبيه لم يعرف أنه لم يغلق المايك.. فسمعت مصر كلها على الهواء كروان الاداعة وهو يقول: الله يخرب بيتك وبيت أمك يافاروق، وبسرعة أحاط ضباط القلم المخصوص بالسيارة وأصطحبوا المديع للقسم، وبدأت التحقيقات، وعرف رئيس الإداعة الرائع سعيد لطفى باشا شقيق احمد لطفى السيد بالحدث واجتمع مع مساعديه للبحث عن كيفية الخلاص من المأدق وإنقاد المديع
وانتهى الأمر إلى أن هناك بين موظفى الإداعة عامل توصيلات اسمه: فاروق متولى، وبسرعة سحبت أوراق أعضاء حملة الإداعة الخارجية الأصلية وأعدت أوراق جديدة تتضمن اسم الأخ فاروق متولى.. ليقول محمد فتحى: أنه لا يمكن أن يقصد بالشتيمة جلالة الملك المعظم، وإنما قصد “فاروق متولى” ادى اصطدم به وكاد أن يكفيه على وجهه..
كانت أيام .. يسعد أوقاتكم


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version