الكاتب والمترجم مصطفى ناجي يشرح ما يجري في تعز:…


الكاتب والمترجم مصطفى ناجي يشرح ما يجري في تعز:

“حرب مناطقية بامتياز”.
مصطفى ناجي
ـــــ

تبنت أمريكا في المقام الاول حربا ضد القاعدة واعدت لها العدة. أمريكا تحارب من اجل مصالحها وهذا امر مفروغ منه. لكنها تحارب سرطانا حقيقيا.
كانت اليمن – وما تزال مسرحا – لهذه الحرب ومنذ سنوات نفذت أمريكا ضربات بطائرات من دون طيار في أماكن عدة من اليمن كان فيها ضحايا مدنيون بلا شك. وظهرت اسماء عديدة من محافظات كثيرة من اليمن ضمن مطلوبين في صفوف تنظيم القاعدة.
الا ان تعِز، وهي المحافظة الأكثر سكانا في اليمن بقرابة ٤ مليون نسمة كان أعداد من انخرطوا في صفوف هذا التنظيم الضال يعدون بالأصابع بينما محافظات اقل سكانا اجتاحها التنظيم. كما انه لم تسجل غارة واحدة لطائرة بدون طيار أمريكية في ريف او مدينة هذه المحافظة بينما مناطق ريفية مكتضة بالسكان وناءية كـ ريمة على سبيل المثال كان لها نصيب من الضربات.
لا توجد قاعدة في تعز ولا دواعش. وتسويق هذه الكذبة يندرج ضمن حرب شعواء تنال من السلم الاجتماعي في البلاد.
تعِز تقبل بكل الافكارً وكل الايديولوجيات عدا القبيحة منها كفكر تنظيم القاعدة. وهي اذ تفعل ذلك فانها تعبر عن عبقريتها كمنطقة منفتحة متسامحة.
هذا ليس تقريضا وامتداح لاستعلاء أجوف. هو دحض لتهمة باطلة.
نعم هناك الإصلاح في تعز. وهو في تعز باعتباره تعبيرا سياسيا -وحزب قانونيا معترف به وله أعضاء في البرلمان وليس جماعة متمردة خارجة عن القانون وافق البرلمان على الحرب عليها – مثله مثل الناصري والاشتراكي والمؤتمر. الإصلاح في تعز لا يمثل تعبيرا مناطقيا او قبليا عصبويا او انتماء دوغمائي. وهو ينتمي الى فضاء أوسع هو اليمن. وليس معنيا بأحقاد الجغرافيا.
في ٢٠١١ كنت أخشي من ان يتحول السلوك السلمي لثورة تعز الى تعبير فاشوي واستعلايي لانها بتضحياتها كانت تنال نصيبها من الوطنية ككل مناطق اليمن.
لكن الحرب التي تشنها اليوم قوى الظلم والفاشية هي حرب مناطقية بامتياز لانها تقصد أبناء تعز بكل اطيافهم السياسية. ولا تفرق بين ناصري اشتراكي او اصلاحي.
انها حرب عنصرية بامتياز تتعذر بداعش والقاعدة في غير مكانهما وقبل هذا اذا كان هناك من حرب ضد القاعدة فان أبناء تعز سيكونون في اول صفوف هذه الحرب.
هذه القوى الغاشمة لن ترضى عن تعز حتى لو أعلن ابناءها انتماءهم الحمير الحمر وليس للإصلاح.
ارفعوا هذه التهمة عن تعز وارفعوا نيرانكم الحاقدة وعودوا ادراجكم.
اهلنا في تعز يموتون بالقذائف او الحصار.
لا يوجد داعشي اكبر من ذلك الذي أخذ حصة المحافظة من الوقود من اجل مجهود حربي يقتل فيه ابرياء في عدن والضالع. واستولى على حصة المحافظة من الغذاء واعترض شاحنات الحبوب.
هذه حرب إبادة جماعية فيها تصفية للأرواح على أساس مناطقي ولا تختلف عن جرايم البحيرات الكبرى ذات البعد الاثني.
Like · Comment · Share

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version