الصبح بدرى والنيل بيجرى والزرع باسم جميل، ياطير ياشادى اهتف…


الصبح بدرى والنيل بيجرى والزرع باسم جميل، ياطير ياشادى اهتف ونادى، اهتف وغنى وقول: دا صبح نادى على بلادى عليك ياوادى النيل
الصبح والصباح فى الفلكلور والغناء المصرى ا
مثلت “فكرة الثنائية” المحور الذى تدور حولة حياة المصريين القدماء، فالشمس: شروق وغروب، والإنسان: حياة وموت، والنيل: فيضان وجفاف، والأرض صحراء وخصب، والعمل: خير وشر، وكانت ثنائية الظلام والنور، أو الليل والنهار واحدة من أهم الثنائيات الحاكمة لحياة المصريين المباشرة، فالنهار يبدأ بالصبح وفيه شروق الشمس، وزقزقة العصافير، والعمل، والسعى، والنشاط، والرزق، والرؤية لكل مظاهر الثراء والجمال، أما الليل فكان مملكة الظلام أو مملكة الموتى، ووطن العفاريت والجن، والأرواح الشريرة، وتقول العدودة: “ولا يعجبك قبرى ولا رخامه/ من فوق منور وتحت يا ضلامه” والحقيقة أن الكتاب الموسوم “بكتاب الموتى” عن الفراعنة، هو فى حقيقته كتاب “الخروج إلى النهار” إذ يحتوى كل مايفعله ويقوله الميت لكى يتجاوز كل أهوال الليل والظلام حتى يخرج سالما إلى النهار، ..والليل مثار الشجن واللوعة فيغنى عبد الوهاب: فى الليل لما خلى/ الا من الشاكى” وتغنى أم كلثوم: الليل وحرقة الآهات فى عز الليل”.. ومن هنا فقد احتفى المصريون بمفردة الصبح ووقته، فسموا بناتهم: صباح وصبحية وصبوحة وصبيحة وسموا أولادهم: صبحى وصبيح وصبح وصباحى
وتنوعت وتعددت التحايا التى تستخدم مفردات الصبح، فيكفى ان تضيف كل المفردات الجميلة الى كلمة صباح لكى تصبح تحية محببة، صباح: الخير، الفل، الورد، الياسمين، القشطة، السعادة، الهنا، ويسعد صباحك، اتصبحوا بالخير، صباحك سعيد مبارك.. ونقول: الصباح رباح، صبحنا وصبح الملك لله
ورغم مرور نحو ستين سنة فالزمن لا يمحى من سمعى صوتها الحنون العذب “أمى” وهى تحتضننى عندما افتح عيني صباحا، مهدهدة: “صباح الخير يا جبنة طرية/ يا قمر الليل ياشمس الضحية”.. وظللت لليوم أهدهد بها بناتى واحفادى
ولنسرع نحو حفاوة عظماءنا بالصبح والصباح، ولتكن البداية مع العبقرى سيد درويش، الذى غنى: الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية .. صبح الصباح فتاح يا عليم والجيب مافيهش ولا مليم” ويغنى: “طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة يللا بنا نملا ونحلب لبن الجاموسة”
أما عبد الوهاب فيغنى: ” إجرى اجرى، ودينى قوام وصلنى داحبيب الروح مستنى/ياطير يارايح خدنى معاك هاتلى جناح وانا اطير وياك/ بايت مهنى صابح تغنى/ وانا اللى طول الليل سهران” ويغنى فى “الكرنك”: “صحت الدنيا على صبح رطيب ـ وهفا المعبد للحن القريب/مرهفا ينساب من نبع الغيوب ـ ويناديه بفن الساحر/ذلك الطائر مخضوب الجناح ـ يسعد الليل بآيات الصباح/ويغني فى غدو ورواح ـ بين أغصان وورد ناضر” أما أم كلثوم فتغنى: “يا صباح الخير ياللى معانا/ الكروان غنى وصحانا/ الصبح اهو نور واتبسم والدنيا ضحكلى محياها/ونسيم الازهار اهو نسم/على اهل الدنيا واحياها” وتغنى:”رايت خطاها على الشاطئين صباحا ينور فى المشرقين”
ويغنى محمد فوزى: يانور جديد فى يوم سعيد: “ع الحسن صبح فى عيد ميلادك .. والورد فتح ياعيد ميلادك.. فين سحر بابل جنب سحرك ياعيون”
أما محمد قنديل فقد احتفى بالصبح كثيرا فغنى: “ياحلو صبح ياحلو طل/يا حلو صبح نهارنا فل” ويغنى: “صبح ياجميل ياجميل صبح الفجر اهو لاح والليل رواح/صبح ع الوردة النعسانة خليها تفتح على عودها/ صبح ع العين السهرانة والدمع بيجرى على خدودها” وغنى” الصبح بدرى التى بدأنا بها المقال
أما نجاح سلام فغنت: “صبح الصباح محلاه والشمس جاية معاه/وكل شئ فى الكون سبح بحمد الله”
أما شادية فتغنى: “شباكنا ستايرة حرير من نسمة شوق بيطير.. نصبح على فرحة وردة ونبات على نور ياسمينا”
وتغنى شريفة فاضل: “فلاح كان فايت بيغنى من جنب السور/شافنى وانا بجمع كام وردة فى طبق بنور/ قطع الموال وضحكاى وقال/ياصباح الخير يا اهل البندر ياصباح النور” وتغنى فايزة: “يا محلى صباحك يالولى الندى” وتغنى نجاة: “نادانى الليل وساعة الصبح ضمتنا.. صباحى فى المحبى لاح” وتغنى احلام: يانسمة الصباح يا معطرة الجناح مليتا جونا بالبشري والهنا” ويغنى عبد المطلب: شفت حبيبي وفرحت معاه دا الوصل جميل حلو يا محلاه.. كان قلبي جميل وصبح فرحان”
وغنى لنا الشيخ امام فى مطلع السبعينيات:”صباح الخير على الورد اللى فتحفى جناين مصر/صباح العندليب يشدى بالحان السبوع يا مصر”
ونختتم هذه الباقة بغناء المجموعة التى مازالت تثير شجوننا منذ مطلع الستينيات:”اتقل فوق عيدانك واكبر يا زرع الشراقى دا صباحك منور يا اخضر والخير فى اللى ساقى”
واخيرا هذه مجرد نظرات فى ثقافتنا وفننا المصرى العظيم قلت اقدمها لصديقاتى وأصدقائى فى أيام الحظر الطويلة وربنا يهونها ….. ويسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version