– الحِشمة و ستر الجسد و عفتـه و المُحافظة عليه واجب مُقدس ؛…


– الحِشمة و ستر الجسد و عفتـه و المُحافظة عليه واجب مُقدس ؛ لأن الله أعطى لأجسادنا قيمة و كرامة ثمينة ، و مِن تعاليم و مبادئ الكتاب المقدس الثابتة و المُتأصلة و الصالحة لكل زمان و مكان ، و نحن لسنا تابعين للـفكـر الذكوري (الشرقي أو الغربي) فـنحن لا نتبع سوى فكر السيد المسيح له المجد فقط حسب ما جاء في رسالة مُعلمنا بولس الرسول ، فهو أمس و اليوم و إلى الأبد لا يتغير أبدًا ، فلا نتأثر أو ننجرف أو ننبهر بما يُسمى بالموضة و نُقلدها بطريقة عمياء و ننسى أن نسأل أنفسنا سؤالًا من المفترض أن يكون موضع أهمية كبيرة جدًا بالنسبة لنا ، هل هذا يليق بنا كأبناء الله؟!

– الحِشمة قبل أن تُختزل في حِشمة اللُباس فقط ؛ فهي حِشمة الفكر و القلب و اللسان ، و الحِشمة و المظهر اللائق لا يكونا للمرأة فقط ؛ بل للرجل أيضًا ، فالكتاب المُقدس لا يُميز أبدًا بين الرجل و المرأة فكلاهما واحد في المسيح ، الله ينظر إلى القلب.. نعم ؛ لكن لابد من إنعكاس ما في قلوبنا بأعمالنا و سلوكنا التي تدل على وجود مخافته داخلنا ، كفانا بحث عن مُبرارت كاذبة نُريِح و نُسكِت بها صوت ضمائرنا و الروح القدس الذي فينا ، الذي يُعلمنا و يُرشدنا دائمًا للصواب و الحق ، تعاليم الكتاب المقدس تحديدًا في هذا الأمر لا تحتمل التأويل أو التفسير حسب الأهواء ، فالكتاب المُقدس ليس بجديد علينا ، فعرفته و عاشته الكنيسة طوال الألفي عام بمخافة و تدبُر حسن دون مُجاملة أو ملاواعة اِرضاءًا لأحد.

– تعاليم الكتاب المقدس لا تتماشى أو تتوافق مع العصر.. لا إطلاقًا هذه خدعة كاذبة مُضللة و ليست الحقيقة ؛ فالحقيقة هي العكس ، فالعصر هو الذي يُعانِد و لا يُريد أن يتماشى أو يتوافق مع الكتاب المقدس ، نحن مطالبون بالرجوع إلى كتابنا المُقدس ” دستورنا ” لا إلى العصر ، ففي كل عصر و كل زمن أشياء و أمور مليئة بالفساد و الدمار للإنسان ، فهل مُطالب الإنسان بأتبعها حتى يُرضي العصر؟! أم يتجنبها و يعيش كما عاش من سبقه بخوف الله حتى ينجى و يسلك بسلام و يعيش حياته مُرضيًا لله؟! ، لا تُوجد وصية كتابية هدفها تقييد الله لحرية الإنسان أو التسلط عليه .. إطلاقًا ، فهذه ليست طريقة مُعاملة الله لنا ؛ لكن ما يُوصي به الله هو لمصلحة و فائدة الإنسان ، فالله يُحبنا و لا يُريد لنا ضرر.

– هذا ليس تأثرًا بفكر أي من التيارات المُتطرفة أو تأثرًا بالمُجتمع الشرقي العربي .. إطلاقًا ، هذا هو الحق دون تجمل لكسب الناس ، فلا أرضي الناس و أقول و أكتب ما يُعجبهم و يروق و يحلو لهم على حساب تعاليم مسيحيتي العظيمة التي أفخر دومًا بها ، فلا يصح إلا الصحيح ، و أعرف كثيرًا مِن مَن يعيشون في أمريكا و الدول الأروبية بأنهم أكثر إلتزامًا و تنفيذًا لوصايا الكتاب المقدس أكثر مِن الذين يعيشون داخل المُجتمعات العربية المُحافظة ، فلا علاقة ، فالكتاب المُقدس كُتب للعالم كُله و ليس لمكان بعينه.

– لُباس الحِشمة و الستر هو لُباس الملوك و الملكات ، و قد رأينا جميعًا هذا في عدة مُناسبات لأثرياء العالم و هم في قمة و كامل الوقار و الهيبة بحشمتهم ، فالملابس العارية و صفها الكتاب المقدس بأنها ملابس ” الزانيات ” ، و هذا لا تقبله على نفسها و لا على مسيحها أبنة ملك الملوك ، الحُشمة و اللباس المُعتدل ليس علامة جهل و تخلف و التعري و كشف الجسد ليس علامة تقدم و رقي ، لا علاقة ، فالتقدم و التخلف بالجُهد المبذول و التعلم و تطور إمكانيات الذات لتصبح أفضل لا بكثرة الخلع أو الكشف ، و هذا هو ما أريد أن يتعلمه و يدركه بناتنا القديسات أن يعرفن أنهن جميلات في المسيح و بالمسيح فقط ، و الله دائمًا ينظر إلى الزينة القلبية الداخلية المُنسكِبة بالصلاة و الصوم و التوبة لا إلى المظاهر.

– الشاب الذي ترك عيناه للنظر و الفكر الشهواني مُخطئ ، و الفتاة التي أعثرته بجسدها العاري مُخطئة أيضًا أمام الله ، فالكتاب يقول : ” الويل لمن تأتي العثرات بواسطته ” ، فكلاهما مخطئان ، و الخطأ لا يُبرَر أبدًا ، و أنا قُلت أمام الله عليهما مسؤولية ، و لا أعني أنها مُستباحة على الأرض يتم اِرتكاب جرائم التحرش و الاغتصاب فيها ، هذا لا يقبله إنسان سوي و عاقل أبدًا ، فالشاب النقي أيضًا إن جاءته العثرة يبتعد عنها و لا يُفكِر أو يُشغِل عقله بها ، و حتى و إن كانت عارية لا يحق لإنسان اِنتهاكها أو لمسها أو حتى مجرد النظر إليها ، هذه بديهيات ، و أنا أقصد في كلامي على حساب الله لهما في السماء و لا أقصد ما يُفعَل في الأرض.

– أخيرًا.. يا أولاد و بنات الله ، لا تحيدوا عن طرق الله المُستقيمة و الواضحة التي تهدف إلى خلاص نفوسنا ، و لا تنساقوا إلى المفاهيم الخاطئة عن الحُرية و التحرر ، فلا يوجد حرية أو تحرر إلا مع المسيح وحده ، الذي فك رباطات خطايانا و حررنا من قيود إبليس ، هذا هو مفهوم الحُرية الحقيقي ، لا ننسى بولس الرسول حينما قال: “أن كل الأشياء تحل لي و ليست كل الاشياء توافق” ، نحن أبناء الله الذي قال لنا: ” أنتم نور العالم ، ملح الأرض” ، لا نتشبه بأهل هذا العالم الذي نحن لسنا منه و لا نعرفه ، لكن في حياتنا الزمنية هذه ينبغي أن نعيش و نسلك حسب فكر الله و إرادته حتى نكون في الموضع المُعد لنا منذ تأسيس العالم ، لا نترك أنفسنا للشيطان الذي يُبرر و يُزين لنا و يخدعنا بالخطأ و بشعارات مُضلة تجعلنا نقبله و نقبل تدميره و شروره في العالم ، مخافتنا لله نُزعت من قلوبنا دون أن نشعر بسبب تهاونا في حق الله القدوس ، تُظهَر مخافتنا لله بالحق بأعمالنا و أخلاقنا و ملابسنا أيضًا التي تُعرّف الناس بنا من نكون؟! ، الله يُحبنا و لا يُريد لنا إلا الخير و الصلاح لكي نمجد اسمه القدوس بأعمالنا الصالحة التي تُرضيه و تسره.

فليُعطينا الله مخافته الحقيقية الغير مُصطنعة ، و يحافظ علينا من كل تيارات هذا العالم الذي وضع في يد الشرير ، و يكمل معنا للنهاية حتى نلقاه بسلام و فرح.

“طوبى لمن لا ينجرف وراء مغريات العالم”

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version