الجزء(١): کتب على حائط في ليما: “لا نريد أن نبقى أحياء، نريد أن نعيش” تخيل أن ت…


الجزء(١):
کتب على حائط في ليما: “لا نريد أن نبقى أحياء، نريد أن نعيش”

تخيل أن تولد لتشرح للعالم حقك في الحصول على حياة، تخيل أنك أنثى

🔴 احمدي ربك أننا لا ندفنك:
ما إن تشتكي امرأة عربية الظلم وتطالب بحقوقها حتى يتم تذكيرها أن الإسلام حرم وأد المرأة وكأن العرب كانوا يتكاثرون بالبراعم

ممنوع أن تطلب المرأة حقوقها، أن تحلم بالاستقلالية وبناء حياتها كما تريد لأنها يجب أن تكون عبدة شكورة أنها لم تدفن عندما ولدت وبالتالي عليها الوفاء بذلك الدين الآن بأن تدفن نفسها حية وتسخر نفسها لعبادة الرجل

يقول #خالد_حسيني: “عندما تراقب طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها مثلاً، تجدها تضحك طوال الوقت، تغني بأعلى صوت، تتجول في أنحاء البيت، تخاطب الغرباء، تصادق الكبار والصغار، الرجال والنساء، تهوى التجارب الجديدة والمغامرات الجريئة تقول أنها تعرف كل شيء، وترفض أن يساعدها أحد، لو سألتها ماذا ستصبحين عندما تكبرين قد تخبرك أنها تريد أن تكون عالمة فلك أو مصممة أزياء أو طبيبة أطفال وقد تخبرك أنها ترغب بأن تكون رئيسة وزراء، لما لا؟ فهي تعتقد أنها تمتلك العالم

أتركها عقداً من الزمن، عشر سنوات فقط، وأنظر كيف سينقلب بها الحال، ستجدها قليلة الضحك فالضحك أصبح وقاحة و قلة الأدب، لا تغني إلا مع نفسها وبصوت منخفض حتى لا يسمعها أحد، تخاف الغرباء كثيراً وتتحذر عند التعامل مع الرجال فصداقتهم أصبحت عيباً، ستكتشف أن جرأتها قد قلت كثيراً، وأصبحت تخشى الخوض في تجارب غير معتادة، وأنها بدأت تعتمد على غيرها تدريجياً، وتظن أنها بحاجة لأشخاص آخرين

أما لو كررت سؤالك عن ماذا ستصبح بعد التخرج، فهي غالباً ستختار ما تختاره مثيلاتها مهنة تعجب المجتمع لدرجة التقديس حتى وإن لم تعجبها هي، وإذا حدث ولم تستطع إكمال دراستها فهذا غير مهم لإنها ستكون في النهاية في بيت زوج يتكفل بها

في غضون سنوات قليلة، هذه الفتاة الصغيرة أصبحت امرأة، لا تطلب إلا أموراً صغيرة من الحياة أموراً لن تزعج الأخرين

ستسأل نفسك كثيراً وتفكر في الإجابة طويلاً: ماذا حدث في هذا العقد من الزمن؟ كيف إنقلبت هذه الشخصية رأساً على عقب؟ ولكن الأمر لم ينتهي عند العشر سنوات، فالرحلة مستمرة ومتزايدة مادامت تسلم نفسها لها؛ رحلة التحول من الفطرة السليمة الى الصورة النمطية السقيمة!”

يتبع..

الجزء(١):
کتب على حائط في ليما: “لا نريد أن نبقى أحياء، نريد أن نعيش”

تخيل أن تولد لتشرح للعالم حقك في الحصول على حياة، تخيل أنك أنثى

🔴 احمدي ربك أننا لا ندفنك:
ما إن تشتكي امرأة عربية الظلم وتطالب بحقوقها حتى يتم تذكيرها أن الإسلام حرم وأد المرأة وكأن العرب كانوا يتكاثرون بالبراعم

ممنوع أن تطلب المرأة حقوقها، أن تحلم بالاستقلالية وبناء حياتها كما تريد لأنها يجب أن تكون عبدة شكورة أنها لم تدفن عندما ولدت وبالتالي عليها الوفاء بذلك الدين الآن بأن تدفن نفسها حية وتسخر نفسها لعبادة الرجل

يقول #خالد_حسيني: “عندما تراقب طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها مثلاً، تجدها تضحك طوال الوقت، تغني بأعلى صوت، تتجول في أنحاء البيت، تخاطب الغرباء، تصادق الكبار والصغار، الرجال والنساء، تهوى التجارب الجديدة والمغامرات الجريئة تقول أنها تعرف كل شيء، وترفض أن يساعدها أحد، لو سألتها ماذا ستصبحين عندما تكبرين قد تخبرك أنها تريد أن تكون عالمة فلك أو مصممة أزياء أو طبيبة أطفال وقد تخبرك أنها ترغب بأن تكون رئيسة وزراء، لما لا؟ فهي تعتقد أنها تمتلك العالم

أتركها عقداً من الزمن، عشر سنوات فقط، وأنظر كيف سينقلب بها الحال، ستجدها قليلة الضحك فالضحك أصبح وقاحة و قلة الأدب، لا تغني إلا مع نفسها وبصوت منخفض حتى لا يسمعها أحد، تخاف الغرباء كثيراً وتتحذر عند التعامل مع الرجال فصداقتهم أصبحت عيباً، ستكتشف أن جرأتها قد قلت كثيراً، وأصبحت تخشى الخوض في تجارب غير معتادة، وأنها بدأت تعتمد على غيرها تدريجياً، وتظن أنها بحاجة لأشخاص آخرين

أما لو كررت سؤالك عن ماذا ستصبح بعد التخرج، فهي غالباً ستختار ما تختاره مثيلاتها مهنة تعجب المجتمع لدرجة التقديس حتى وإن لم تعجبها هي، وإذا حدث ولم تستطع إكمال دراستها فهذا غير مهم لإنها ستكون في النهاية في بيت زوج يتكفل بها

في غضون سنوات قليلة، هذه الفتاة الصغيرة أصبحت امرأة، لا تطلب إلا أموراً صغيرة من الحياة أموراً لن تزعج الأخرين

ستسأل نفسك كثيراً وتفكر في الإجابة طويلاً: ماذا حدث في هذا العقد من الزمن؟ كيف إنقلبت هذه الشخصية رأساً على عقب؟ ولكن الأمر لم ينتهي عند العشر سنوات، فالرحلة مستمرة ومتزايدة مادامت تسلم نفسها لها؛ رحلة التحول من الفطرة السليمة الى الصورة النمطية السقيمة!”

يتبع..

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

Exit mobile version