مفكرون

#التحرّش_في_مجتمعنا….


#التحرّش_في_مجتمعنا.

عندما نتكلم عن موضوع #التحرش والاغتصاب، يطل علينا متبعي الظن متفاخرين بأن نسبة التحرش والاغتصاب في الدول الغربية اعلى بكثير من الدول العربية بحسب الاحصاءات الغربية (طبعاً هم يؤمنون بالاحصاءات الغربية التي تؤيدهم، أما التي تعارضهم فيضربون بها عرض الحائط)
فعلياً كلامهم صحيح فأكثر نسب التحرش تكون في الدول الغربية (بحسب الإحصاءات)، لكن على ارض الواقع وفي حقيقة الأمر، فالموضوع يحتاج إلى القليل من التفكير.
وهنا لدي شيء أقوله لهؤلاء:
يا صديقي المتفاخر، الانثى في الدول الغربية لا تخاف من البوح لوالديها بأنها تعرضت للتحرش أو #الاغتصاب، لا تخاف من ردة فعلهم بقتلها أو أذيتها لأنها ضحية، على عكس الأنثى في المجتمع الشرقي.
الانثى في الدول الغربية ليس لديها ابناء عمومة يمارسون سلطتهم عليها وتخاف أن يقتلوها إذا علموا أنها تعرضت للتحرش أو الاغتصاب حتى يغسلوا العار على عكس الأنثى في المجتمع الشرقي.
الأنثى في الدول الغربية ليس لديها قبيلة تخاف على سمعتها بين القبائل من أن إحدى بناتها تعرضت للتحرش أو الاغتصاب، على عكس الأنثى في المجتمع الشرقي.
الأنثى في الدول الغربية ليس لديها مجتمع محيط بها يحاسبها على كل فعل تفعله، ويمارس سلطته وذكوريته عليها وينظر لها نظرة ازدراء ويعاديها إذا تعرضت للتحرش أو الاغتصاب على عكس الأنثى في المجتمع الشرقي.
الانثى في الدول الغربية لديها الحرية الكاملة في التحدث للمجتمع بأنها تعرضت للتحرش أو الاغتصاب لانها ترى نفسها ضحية والمجتمع ايضاً يراها ضحية ويجب محاسبة المتحرش.
المجتمع الغربي عندما يسمع بأن فتاة تعرضت لهذا الفعل، لا يُبرر للمتحرش فعله الإجرامي بأن الفتاة أكيد متبرجة أو متعطرة وبسبب هذا تحركت فحولة (الذكر)، لا يبرر للمتحرش فعله مهما بدر من الأنثى لانه يرى أن فعل التحرش لا مبرر له، على عكس مجتمعنا الشرقي أو حتى نكون منصفين، على عكس الكثير في مجتمعنا الشرقي، فالكثير هنا (إلّا من رحم الله) يبرر للمتحرش فعله بأن الفتاة متبرجة أو متعطرة أو غير محجبة أو ملفتة للنظر إذا كانت محجبة، أو اثارت غريزته إذا كانت منقبة، بل وصل بهم الحال إلى ادانتها حتى لو تم التحرش بها في منزل ذويها، فقرأت خبر عن فتاة في بلد عربي (الرابط في اول تعليق) تم التحرش بها من قِبَل والدها (انتبهوا أنه والدها) وابن عمها على مدى ثلاث سنوات، فطل علينا هؤلاء المجرمين المفسدين لينتقدوا الفتاة بقولهم: ثلاث سنوات يتحرشوا بها ولم تتكلم!! أكيد كان عاجبها الوضع!! هي لم تتكلم بسبب تهديدهم لها بالقتل.
أمثال هؤلاء مكانهم إما السجن أو مستشفى الأمراض العقلية.
مجتمعنا لا ينظر إلى الضحية بعين العطف، بل يراها مذنبة في كل الحالات ويبرر للمجرم الحقيقي فعله، وما نراه ونسمعه من كهنة الدين الذين يبررون فعل المتحرشين ويضعون السبب على الفتاة أكبر دليل على ذلك، التحرش غير مبرر مهما كان وفاعله مجرم يجب أن يعاقب أشد العقوبات حتى يكون عبرة لغيره من المتحرشين، أما #كهنة_الدين الذين يبررون فعل المتحرشين فيجب أن يكون عقابهم مضاعفاً لأنهم المجرمين الحقيقيين الذين زرعوا هذه الأفكار الشيطانية في عقول هؤلاء المتحرشين.
نقرأ خبر فتاة تم قتلها من قِبَل والدها لأنها تعرضت للاغتصاب (مع انها هي الضحية) لكن يتم قتلها حتى يتم غسل العار ولملمة الموضوع لانها ألحقت بهم العار!!
أُم تتآمر مع ابنها لقتل ابنتها التي تعرضت للاغتصاب حتى لا تكون فضيحة للعائلة!!
كيف تريدون من الأنثى العربية أن تتحدث وتُفصح إذا تعرضت للتحرش أو الاغتصاب في مجتمع يراها مذنبة!!
لا تستطيع حتى إخبار أهلها الذين هم أقرب الناس لها خوفاً من ردة فعلهم المؤذية لها!!
فتاة تتعرض للتحرش من اقاربها وتخبر والدتها فتقوم والدتها بإخراسها وتكذيبها حتى لا تتزعزع صورة الأخوال والأعمام أمام الناس!!
لو أُعطيت الفتاة في مجتمعنا العربي الأمان والحرية في الكلام كما هو الحال مع الفتاة في الدول الغربية، لرأينا أشياء يشيب لها الولدان ولطغت نسبة التحرش في مجتمعنا العربي على النسب في الغرب.
لذلك أقصى ما تفعله الأنثى الشرقية هو أن تسكت وتبلعها لأنها مذنبة في كل الأحوال.
غالبية الفتيات في المجتمع العربي لا تستطيع البوح بأنها تعرضت للتحرش أو الاغتصاب لأنها تعرف جيداً عقلية المجتمع الذي تعيش فيه.
ولا ننسى القوانين المجحفة في بعض البلدان العربية التي تُسقِط العقوبة عن المُغتصب إذا تزوج الفتاة (الضحية)!
المتحرش والمغتصب لن يردعه إلّا قانون صارم وحازم.
التحرش جريمة لا مبرر لها اطلاقاً.
فهذا المجرم يتحرش بالمتبرجة والمحجبة والمنقبة والمُسنّة وحتى الأطفال لم يسلموا منه وحتى الكلاب وباقي الحيوانات لم تسلم منه.
فهل عرفت الآن يا صديقي المتفاخر لماذا نسبة التحرش في الغرب اعلى من العرب؟!
سأضع في التعليقات روابط لبعض أخبار التحرش في مجتمعنا العربي وردة فعل الأهل.
وأخيراً أحب أن أختم مقالتي بهذه الكلمات حتى أوضح بعض النقاط للمتربصين:
أنا في هذه المقالة لا أُحسّن صورة الغرب وأظهرهم مظهر المتحضر والانساني والرقي، بل فيه مافيه من الانحلال والانحطاط والفساد الأخلاقي، ففي المجتمع الغربي فيه الحسن وفيه السيء.
وأيضاً لا أُظهر مجتمعنا العربي بمظهر الانحلال والانحطاط والفساد الاخلاقي، ففيه الحسن وفيه السيء.
هناك أهل وآباء في مجتمعنا العربي يساندون بناتهم ويقفون معهن إذا ما تعرضن للتحرش أو الاغتصاب ولكن نسبتهم قليلة جداً مقابل من يحاولون لفلفة الموضوع خشية الفضيحة (هذا إذا لم يقتلوها)

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى