الأعزاء، خالص المحبة…..


الأعزاء، خالص المحبة..

أخبرتكم سابقا عن فكرة “تطبيق طبي” يقدم خدمة استشارية مجانية. مرت شهور ثلاثة، أو أكثر. أتمنى أن يرى النور قريباً، وهذه ثقتي.

صدقوني،
ليس أسوأ من خسارة ثقة الناس. تصلني، بشكل متواصل، رسائل تطلب رأيي في مسألة طبية معينة. مجال تخصصي كالتالي: القلب، الشرايين، العناية المركزة، القلب التداخلي. خارج هذا المدى لا يمكنني تقديم رأياً احترافياً، وإلا صرت مشعوذاً. أحدهم رد غاضباً عندما قلت له إني غير متخصص في أمراض الرئة: الرئة جنب القلب!
كما أن الرسائل التي تطلب مني عرض “الفحوصات” على استشاريين ألمان كثيرة، وبلا مبالغة: شبه يومية. أتفهم تماماً قلة الحيلة لدى الناس في بلدنا، وأعتز بالثقة التي يحملها بعضهم لشخصي. ومن المؤلم أن افشل في إشباع تلك الثقة.
بالأمس ناقشت حالة “قلبية” وصلتني مع الزملاء الاستشاريين في القسم، وتوصلنا إلى رأي واحد حول استراتيجية العلاج. في المسائل القلبية يمكنني تقديم رأي والاستعانة بآراء آخرين في المهنة نفسها. خارج هذا التخصص حركتي محدودة، وقدرتي على التواصل أيضاً محدودة. النظام الطبي هنا معقد، وعملياً لا يمكن مراسلة مختلف التخصصات طلباً لرأي احترافي حول حالة “افتراضية” بالنسبة لهم. يمكن بذل مجهود من أجل حالة واحدة من وقت لآخر، وليس كل حالة.

أشعر بالأسف والحزن إذ أكتب هذا!
ابدي استعدادي غير المحدود لمساعدة الناس في حدود ما أعرفه وما أقدر عليه، وأزعم أني تعلمت ودرست بشكل جيد، وأني أخذت كل الفرص على محمل الجد. وأنا مستعد للسفر، من وقت لآخر، وتقديم خدمة مجانية للمحتاجين المحرومين إذا ما وجدت الفرصة المنظمة.

وأعتذر عن كل خذلان سببته، وسأسببه، للمحتاجين الذين يلتمسون لدي ما ليس ضمن قدرتي. وأتوسل إليهم: لا تسحبوا ثقتكم، فهي محبة غالية القيمة..

إن أفضل اعتذار سيكون عبر الإسراع بتقديم الخدمة الاستشارية “التطبيق/ الآپ”. اليوم أخبروني أن كل شيء أصبح جاهزاً، ومثلكم أصدق ما يقال وأنتظر.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version