قضايا المرأة

الأدب والتاريخ، هذان الفرعان العظيمان من المعرفة الإنسانية،…


الأدب والتاريخ، هذان الفرعان العظيمان من المعرفة الإنسانية، اللذان يسجلان السلوك الإنساني والفكر الإنساني، يتناقص تقديرهما بين الشباب أكثر فأكثر، وبين القائمين على التعليم أيضا، رغم أن المرء يمكن أن يتعلم منهما كيف يكون مواطنا وإنسانا. يمكن أن نتعلم منهما كيف ننظر إلى أنفسنا وإلى المجتمع الذي نحيا فيه بطريقة رزينة هادئة ناقدة متشككة. هذا هو الموقف الوحيد الممكن لإنسان متحضر، أو هكذا قال لنا كل الفلاسفة والحكماء.
ولكن كل الضغوط تسير في الاتجاه المعاكس، اتجاه تعلم ما يفيد فائدة مباشرة فحسب، تعلم ما هو وظيفي. يتجه الطلب أكثر فأكثر إلى تعليم الناس من أجل التوظف في مرحلة من التكنولوجيا تكاد تكون مؤقتة بالتأكيد. متعلمون على المدى القصير.
علينا النظر مرة ثانية في كلمة “مفيد”. فالمفيد على المدى البعيد هو ما يبقى، ما يحيا مجددا، ما يظهر في سياقات مختلفة. قد يبدو الآن أن من تعلموا استخدام أحدث ما وصلنا إليه من تكنولوجيا بكفاءة هم نخبة العالم، ولكني أعتقد أنه على المدى الأبعد سيكون من تعلموا أن تكون لديهم، أيضا، وجهة النظر التي اعتدنا على وصفها بأنها ذات نزعة إنسانية -وجهة النظر المتأملة المفكرة الكلية طويلة الأمد- هم من سوف يتبين أنهم الأكثر تأثيرا، لأنهم ببساطة يفهمون أكثر ماذا يجري في العالم. ولا يعني ذلك أنني أقلل من شأن الفنيين الجدد، بل بالعكس. فالأمر لا يعدو كون أن ما يعرفونه هو بحكم التعريف ضرورة وقتية.

#دوريس_ليسنج

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

آيات عبد الدايم (AyAt Hassan)

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى