إنفجرت قنبلة بدر فى الجزيرة العربية بكاملها فأفزعت الجميع،…


إنفجرت قنبلة بدر فى الجزيرة العربية بكاملها فأفزعت الجميع، فلم يشهد أحدهم حربا بين القبائل يموت فيها هذا العدد الضخم من الرجال بمقاييس الحروب فى تلك الأيام، فمابالك والقتلى هم الملأ أى أعيان قريش والجزيرة كلها، وأيقن العرب أنهم على أعتاب حدث ضخم سيغير من وجه الصحراء، وأنه لا أمان لأحد أمام هذه البربرية الدينية سوى الإستسلام التام وإلا فالبديل مرعب للجميع.!

” فقد كان سهلا على القبائل العربية أن تفهم انها إذا لفظت الشهادتين تعود إلى دين آبائها الأولى البسيط، وتكسب من هذا كل الغنائم المتاحة”(محمد وخلفاؤه، واشنطن إيرفينغ، ص 237 ).!

“وأذل الله بوقعة بدر رقاب المشركين، والمنافقين، فلم يبق فى المدينة منافق ولايهودى إلا وهو خاضع عنقه لوقعة بدر” (البيهقى، ج3 ص 117 ).!

أما المسلمون فقد إمتلأوا ثقة بأنفسهم وبإلههم الذى نصرهم ذلك النصر المؤزر، وأما المشركين والمنافقين فهم يمثلون الآخر غير المسلم أيا كان توجهه الفكرى والعقيدى، وإذلالهم إنما هو أمر إلهى ليظلوا “صاغرين” للأبد أمام أسيادهم أصحاب الحقيقة المطلقة، وأصبح أتباع محمد هم سادة المدينة التى خضعت لهم طوعا وكرها، ليلتفت محمد لتأديب بعض الشعراء الذين هجوه، فأرسل السرايا لتقتلهم واحدا بعد واحد، فالشاعر فى تلك الفترة كان بمثابة قناة تليفزيونية فضائية، تنقل الأخبار لحظة وقوعها وتحفظها الأجيال فى ذاكرتها، والحبيب المصطفى لا يرغب فى سماع المعارضة أو النفاق، فلا صوت يعلو فوق صوت النبى الذى هو صوت الإله.!
ومن هؤلاء الشعراء كعب بن الأشرف الذى حزن على قتلى بدر من الأشراف وعلق قائلا:

أترون محمد قتل هؤلاء؟ فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمدا قد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظاهرها.( الحلبى، مج 2 ص 435 ).!

الرجل لم يقل شيئا كما رأينا، هو فقط ترحم على قتل أشراف الصحراء بهذه الوحشية والهمجية، ورأى أن الحياة بعد فراقهم لا تحتمل، ولم يتردد الرسول الكريم فى تحقيق أمنيته وأرسله بالفعل قتيلا فى بطن الأرض.
أما مايثير إستغرابنا واشمئزازنا فليس قتل كعب فى الحقيقة، بل قاتله، فقاتله هو الصحابى محمد بن مسلمة أخو كعب من الرضاعة، تخيل حفظك الله أخ يقتل أخاه إمتثالا لأوامر محمد بدون ذرة تفكير، بل وبدون إحساس بالندم، هذا هو ما نجح فيه محمد ببراعة، فقد حذف جميع الولاءات والقيم المتعارف عليها والمبادئ والأصول، ووضع نفسه وإلهه فى مكان الصدارة، بل فى المكان الوحيد الذى يحكم ويتحكم من خلاله فى فى كل التصرفات وحتى الرغبات البشرية بدعم سماوى لا يفتر.!




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version