إذا حفرت في رأس الشمالي ثلاثة أشهر ستجد الحوثي…


إذا حفرت في رأس الشمالي ثلاثة أشهر ستجد الحوثي
إذا حفرت في رأس الجنوبي ستة أشهر ستجد القاعدة

وهناك استثناء، بالطبع.

صحيفة نيويورك تايمز رسمت خارطة اليمن قبل شهرين على هذا النحو:
الشمال بالبنفسجي، وكتبت: مناطق نفوذ الحوثيين
الجنوب بالأصفر، وكتبت : مناطق نفوذ القاعدة

الذين أحرقوا مصافي البريقى كانوا حوثيين قادمين من معسكرات في الشمال
والذين ارتكبوا مجزرة وزارة الدفاع كانوا قاعدة قادمين من معسكرات في الجنوب.

الحقيقة أن ثمة كارثة ضخمة ومعقدة وهي أن شعباً يعيش حبيس هذين الرقمين:
62% أمية
81% جوع

يمكن أن ينتج كل الرياح وتجري فيه كل السهول، ويصعب أن تشرح له القضايا المركبة. ولا يمكنك، علمياً وعنلياً، أن تقسمه إلى أخيار وأشرار، أو شعب جيد وشعب أقل جودة

أمام معبر الوديعة قدم نفسه بهدوء وسكينة قائلاً:
أنا من عدن، اسمي ..
رد عليه: أنا من تعز، اسمي الغفوري
– الغفوري؟ تقرب لمروان؟
– أيوه، أخي
– إيش رايح تسوي السعودية؟
– رايح جامعة الملك عبد العزيز أكمل الدراسة والبحث، أنا باحث هناك في علوم البيئة والبحار. وأنت؟
– أنا رايح شغل وزيارة أهل. ممكن توصل رسالة لأخوك
– هات
– يا أخي الجماعة نشيطين في الجنوب. شافوني متدين واروح الجامع زاروني عشرات المرات وبالصميل، فجعونا. يقولوا لنا السعودية منعت قيام دولة إسلامية في العراق وفي سوريا واليوم أجت برجلها لعندنا لعدن. وجالسين يجمعوا كل الشباب المتدينين علشان يواجهوا السعودية في عدن والجنوب..

في واحدة من وثائق ويكيليكس، 2009، يقول مسؤول رفيع في السفارة الأميركية في صنعاء لرؤسائه في ولشنطون:
تتوغل القاعدة بسلاسة في مناطق الجنوب نظراً للطبيعة المتدينة للمجتمع هناك وهو ما يشكل حاضنة لهم.

في وثائق حروب الستينات:
لا تقاتل في الشمال، هناك يعيش المرتزقة

الباحثة الأميركية شيلاغ واير أصدرت في 2007 كتابا بعنوان:
تراتبية قبلية، السياسة والقانون في جبال اليمن.
توصلت لاستنتاج رياضي:
في شمال اليمن عاش الائمة. كانوا يمتلكون المال ومحاطين بالقبائل البائسة والفقيرة. كان رجال القبائل الفقراء والمحتاجون مرتزقة جيدين، وهذا ما فهمه الائمة جيداً. أولئك المرتزقة حموا ملك الائمة لمئات السنين..

وقف مسؤول حكومي قبل أيام أمام مسؤول إماراتي وسأله بتوتر:
وماذا عن مستقبل الجنوب؟
رد الإماراتي، وكان هادئاً بعض الشيء وينظر في أوراقه:
إحنا عارفين إن الجنوب فيه شوية غاز ونفط، والموضوع أنانية. يريدون شوية الثروة لهم فقط، وعلى السعودية والإمارات أن تصرف على الشمال. وهذا جنون، وعبء علينا.

مسؤول سعودي يشرح لساسة يمنيين في الرياض فكرة الوحدة لدى الشمال:
هناك أراضي شاسعة وشوية نفط وغاز، والشماليين حريصين عليه لا على الوشائج والعلاقات البشرية. ويسمون هذا الموقف المادي: الحرص على الوحدة اليمنية.

إلخ إلخ
صباح الفل

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version