أورد المصدر اونلاين خبراً يقول إن الإمارات لم توجه دعوة لوزير الشباب والرياضة نا…


أورد المصدر اونلاين خبراً يقول إن الإمارات لم توجه دعوة لوزير الشباب والرياضة نائف البكري لحضور فعاليات كأس آسيا. تقام البطولة في الإمارات ويشارك فيها المنتخب اليمني مجرداً من المساندة الرسمية. سبق أن قال هادي لمعاونيه في العام 2015 إن الإمارات طلبت منه إقالة البكري من منصب محافظ عدن. ينتمي البكري إلى الحزب السياسي المحافظ “الإصلاح”، وقاد المقاومة الشعبية في الجنوب قبل وبعد تدخل التحالف العربي. لا يملك النظام الإماراتي إيديولوجيا معينة، غير أنه يخوض صراعاً انتحارياً مع أي تنظيم سياسي ، إسلامي أو غيره، تربطه علاقة حقيقية أو افتراضية مع قطر. في أكثر من بلد عربي وثب الإماراتيون على التيارات الإسلامية الراديكالية وضموها إلى تحالفاتهم، وعزلوا التنظيمات الإسلامية السياسية واعتبروها إرهابية. يريد الإماراتيون حلفاء بلا عمق ولا ممانعة، وقد عملوا على تغيير واجهة النظام السعودي وأبدلوها بطاقم بلا خيال ولا مقاومة. وفي جنوب اليمن يعتقد الإماراتيون أنهم حصلوا على أرض بلا شعب. السواحل الشاسعة والأراضي العذراء والساسة من ذوي التعليم المتدني وأفريقيا القريبة، كل ذلك أثار الشهية. وما إن وضع الإماراتيون اقدامهم على الأرض حتى اتسعت خيالاتهم. أعادوا هندسة القادة الشعبويين واستخرجوا من اعماقهم الخفة الفادحة، ونجحوا في تحويل الخفة الجنوبية إلى مادة استعمالية. انظروا ماذا حل بخالد بحاح، لقد صار الرجل إلى أسامة ساري، بفارق وحيد: يمكنك استخدام اسامة ساري بطريقة أو أخرى عندما تنقضي هذه الظروف، وهذه ليست الحقيقة إذا تعلق الأمر بالشخص الجديد الذي صاره بحاح.

الإمارات أقل خطراً من إيران، الأخيرة دولة رسولية، تعرف في كل وقت كيف تصل إلى ما تريد. لن ترتكب إيران خطأ فادحاً مثل منع وزير في نظام “حليف” من دخول أراضيها. الخفة ليست جزءاً من السلوك الإيراني. شاهدنا في الأشهر الماضية كيف جثت السعودية على قدميها أمام إيران في سوريا، لبنان، والعراق. وها هي تجثو بالخطوة البطيئة، على طريقة البعير، في اليمن. تحول السعودية اليمن إلى هاوية لها، تصيره من حديقة خلفية إلى باب للجحيم.

صدمة خاشقجي وضعت النظام السعودي، لبعض الوقت، على حافة الجنون. دفعت الإمارات، ايضاً، إلى التخلص من بعض عملائها الميليشويين واستعادة علاقة صورية مع حزب الإصلاح. تراكم الدولتان أخطاء استراتيجية تنتهي بهما إلى الإفلاس التام، كما جرى في سوريا. في ظروف قاسية، كما حدث قبل عشرة أعوام عندما شارفت دبي على الإفلاس، ستنكمش إمبراطورية الأمواج الجديدة، وتترك عملاءها في وضع بالغ السوء.

العالم أصبح رجراجاً أكثر من أي وقت مضى. خطيئة واحدة ارتكبها مبس كادت تقوض العرش، وتغير أقدار حرب الأربعة أعوام.
تحتاج الإمارات إلى علاقة جيدة مع أهل المستعمرة الضخمة. اليمن هو أول تجربة استعمارية للإمارات، وهي عملية تجري بالمقلوب. إذ تحتل دولة ليس لها إسم واحدة من أقدم دول الشرق. اغلب الظن أن نائف البكري ولد قبل تأسيس الدولة الإماراتية. اما هادي فيعلم أن الإمارات اختطفت جزء من القرار السعودي، وهي قادرة على تعقيد المسرح المحلي من خلال تشكيلاتها الاستعمالية من الرهائن والفوضويين. يستطيع هادي الدعس على أقدام الإمارات وسيتضرر الطرفان، وستكون خسارة الإمارات أشد. فلم تعد الإمارات قادرة على حشد إجماع دولي إلى جوارها فيما لو قررت دفع جنوب اليمن باتجاه التشظي كما تلوح من وقت لآخر. مسألة الحديدة كشفت الإمارات فاقدة الحيلة، فرغم محاولاتها انتهت المفاوضات إلى منعها من السيطرة على الميناء. ًكانت هناك، كما تقول المعلومات، رغبة دولية في منع الإمارات من السيطرة على ميناء جديد توازي الرغبة في إحلال السلام.

لا يزال هادي شريداً منذ اربعة أعوام. بيد أن الإمارات تبدو مشردة في اليمن أكثر من كونها قوة استعمارية. ومن المخيف لشخص مثلي أن يعترف أن بلده الجميل هو أيضاً مجرة سوداء سبق أن أهلكت أعظم المشاريع وأسوأها، أهلكت الديموقراطية وخربت الولاية.

منع البكري من مرافقة فريق بلده إلى بطولة دولية هو موقف مفزع لنا كجمهورية. فالحلفاء الذين سرعان ما أدركنا خطرهم على استقلالنا يكشفون لنا عن مستويات غير متخيلة من الخطورة: الطيش وفقر الخيال. نحن بإزاء مشهد رمزي كثيف الدلالة، سبق للمتنبي أن ادركه وقال:

وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل.

مروان.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version